بين
سبتين
حقق “النصر” كأس بيرين للسوبر السعودي يوم السبت 30 يناير أمام جاره اللدود “الهلال”، فاحتفلت جماهيره كما لم تحتفل من قبل متجاوزة في فرحها فرحة الهلاليين بالثلاثية الاستثنائية، وبعدها بأسبوعين كان السبت 13 فبراير يوماً حزيناً على جماهير “النصر” الذي خسر برباعية من جاره اللدود الآخر “الشباب”، فانقلب الحال وتبدلت الأحوال “بين سبتين”.
في سبت السوبر تم إغراق الإدارة والمدرب والنجوم بقصائد المديح وانهالت عليهم الحوافز المادية والمعنوية من كل حدب وصوب، وفي سبت الرباعية طالت الجميع سهام النقد القاسي الذي جردهم من كل ما أغدق عليهم من مديح قبل أسبوعين، فكان تبدل المواقف مثيراً للتساؤل والحيرة حيث يستحيل تغير الشيء إلى ضده وتحول المادح إلى قادح “بين سبتين”.
الجماهير الرياضية مصابة بقصر الذاكرة لأنها تركز على الحدث القريب وتتناسى الأحداث القديمة، فعلى سبيل المثال تطالب جماهير “ريال مدريد” بإقالة “زيدان” لأنها ترى النتائج السلبية للفريق العاجز دفاعياً وهجومياً عن مجاراة جاره اللدود “أتلتيكو مدريد”، متناسية أن هذا الفرنسي/ الجزائري قد حقق ثلاثية دوري الأبطال المتتالية المستحيلة وهو بطل الدوري في نسخته الأخيرة، لكن الجماهير لا تتذكر الماضي لأنها تهتم بالحاضر فقط، ومن هنا نفهم كيف تناسى جمهور “النصر” النتائج الإيجابية التي حققها الفريق منذ إقالة “فيتوريا” والتي كان ختامها الفوز بكأس بيرين للسوبر، وكيف صبت الجماهير جام غضبها على الإدارة والمدرب والنجوم بعدها بأسبوعين فكان التحول العظيم “بين سبتين”.
تغريدة tweet:
يقول الشاعر:
لكل شيء إذا ما تم نقصان
فلا يغر بطيب العيش إنسان
هي الأمور كما شاهدتها دول
من سرّه زمن ساءته أزمان
وتلك حقيقة الحياة التي يجب أن نؤمن بها ونقبل بواقعها المرير الذي يتبدل من حال إلى حال، ولذلك على جماهير الأندية أن تتوقع الإخفاق بعد النجاح، فهذا “ليفربول” بطل أوروبا ثم بطل بريميرليج يصارع اليوم على مقعد دوري الأبطال، وهناك “يوفنتوس” بطل الدوري الإيطالي لتسعة مواسم متتالية يتخلف عن قطبي “ميلان” بفارق نقطي كبير، وفي الوطن بطل الثلاثية “الهلال” يخرج من كأس الملك ثم يخسر السوبر ويفرط بالصدارة في بضعة أسابيع، وكأن كرة القدم تلخص لنا حال الدنيا المتقلبة لعلنا نستوعب الدرس، وعلى منصات تقلب الأحوال نلتقي..