الصدمة
المؤقتة
حين يفقد المدرب غرفة الملابس وملعب التدريب فيفقد على أثرهما استجابة النجوم لتوجيهاته فتتدهور النتائج مع نفس المدرب وذات النجوم الذين حققوا أفضل الإنجازات في الماضي القريب، عندها تصبح الإدارة أمام خيارين أحلاهما مر، إما الصبر على الوضع المتدهور لعل المدرب يستطيع استعادة سيطرته على الفريق، أو إقالة المدرب بحثاً عن “الصدمة المؤقتة”.
الخيار الأول يحتاج إلى نفس طويل وصبر جميل على الضغوطات الجماهيرية والإعلامية التي لا ترحم، كما أنه محفوف بمخاطرة عدم استطاعة المدرب كسب ولاء النجوم مرة أخرى، فتزداد الأوضاع سوءاً حتى يتجاوز الفريق نقطة اللاعودة، بينما الخيار الثاني يحقق “الصدمة الإيجابية” المطلوبة برمي الكرة في ملعب النجوم، ليثبتوا أن المدرب هو سبب تردي النتائج، فينعكس ذلك على تحسن الأداء ولكن المخاطرة في عدم معرفة مدة تلك “الصدمة المؤقتة”.
في أوروبا تميل غالبية الأندية الكبيرة للخيار الأول فتمنح المدرب فرصة تصحيح الأوضاع، يستثنى من ذلك نادي “تشيلسي” لأن رئيسه الروسي معروف بأنه “مقصلة المدربين”، ويبدو أن معظم رؤساء الأندية الخليجية يشبهون “أبراموفيتش” في الأخذ بالخيار الثاني وعدم الصبر على المدرب متمثلين العبارة التي أطلقها اليوناني “هيبوكريتس” وصاغها أحد أعظم أدباء التاريخ “وليام شكسبير” تقول: “Desperate Times Breed Desperate Measures”، ثم تناقلها الزعماء بصيغ مختلفة في الأوقات الصعبة “اليائسة” التي تتطلب تدابير “يائسة”، لذلك تكرر في مختلف الأندية حين يستمر تردي النتائج أن تلجأ لحل “الصدمة المؤقتة”.
تغريدة tweet:
كان “الهلال” آخر الأندية التي لجأت لتغيير المدرب كحل لأزمة تردي المستويات والنتائج التي عصفت بالفريق في 12 مباراة متتالية، ورغم أن تردد الإدارة بسبب حصول المدرب مع ذات النجوم على الثلاثية، إلا أنها لم تجد بداً من اتخاذ القرار القاسي بإقالة صانع الإنجاز، وقد كان الوداع مهيباً كهيبة “الزعيم” وبيئته النموذجية التي يترك من خلالها الأثر الإيجابي في نفوس كل من يدخل البيت الأزرق، وتلك ثقافة تستحق الثناء والفخر لأنها تعكس طيب معدن القائمين على الكيان الذي يتعلق به كثير من المرتبطين معه، فيمتد ولاؤهم بعد انتهاء عقودهم وفك ارتباطهم لتبقى روابط المحبة والاحترام ثابتة لا تتغير، والشواهد على ذلك كثير سيضاف لها “لوشيسكو” الذي غادر بوداع مهيب، وعلى منصات الوفاء نلتقي..