الوفاء
لمشرف
غني عن القول أن “الخيل” تحتل مكانة خاصة في موروثنا الثقافي وسلمنا الاجتماعي وتاريخنا العريق، ولذلك توليها الدولة اهتماماً خاصاً يظهر في سباقات الخيل ومنافسات القفز على الحواجز ليصل إلى جمال الخيل، حتى وصلنا إلى تنظيم أغلى سباقات الخيل في العالم، لكنني اليوم أتحدث عن ملحمة رائعة تسطر بحروف من ذهب لتحكي قصة “الوفاء لمشرف”.
حيث تبدأ القصة قبل عقود من الزمان حين كان الخيّال “مشرف بن مطلق بن شنّان” يمتطي صهوة الجياد في أسطبلات الأمير “عبدالرحمن بن عبدالله الفيصل”، فعاش مع الخيل وملاكه رحلة طويلة مليئة بقصص ترويض الخيل وتدريب الخيالة والمشاركة بالسباقات، وحين توفي الخيّال “مشرف” ترك فراغاً كبيراً بغيابه لم يملأه سوى الخيل “مشرف” الذي أخذ من صفاته وفروسيته حتى أصبح جاهزاً للمشاركة في أغلى السباقات ليروي حكاية “الوفاء لمشرف”.
يقول المثل: “الخيل الأصيلة تسبق تالي”، وقد كان “مشرف” خيلاً أصيلاً بكل ما تحمله الكلمة وقد تميز هذا الفوز بارتباطه بقصة الوفاء التي رسمها حفيد “الفيصل” بتسمية الحصان الأصيل على الرجل الأصيل الذي خدم الخيل طوال حياته، فالصور التي امتلأت بها وسائل التواصل الاجتماعي توضح ملامح تلك القصة الجميلة التي أعطت بعداً جديداً لسباقات الخيل، فقد تغير معها مفهوم المنافسة فكأنها من قصص ألف ليلة وليلة عنوانها “الوفاء لمشرف”.
تغريدة tweet:
الحديث عن “ألف ليلة وليلة” يدعوني لاقتراح تحويل قصة “مشرف” إلى فيلم سينمائي سعودي يروي لنا سيرة الأبطال “مشرف” الإنسان ثم “مشرف” الحصان، وقبلهما الأمير الوفي “عبدالرحمن بن عبدالله الفيصل”، وقد شاهدت الكثير من الأفلام المبنية على قصص حقيقية تجسد صفات الوفاء والولاء وغيرهما من مكارم الأخلاق، ولعلكم تتذكرون عدداً من الأفلام التي تتعلق بالخيل في العقدين الماضيين مثل: “Shergar”1999”, Seabiscuit”2003”, Hidalgo”2004”, Dreamer”2005”, Ruffian”2007”, Secretariat”2010””، والتي أنصح بمشاهدتها والتعلم منها لصناعة فيلم يتحدث عن قصة “الوفاء لمشرف”، ويقيني أن الفيلم السعودي سيترجم لعدة لغات ويمكن تسويقه على السوق العالمي المتعطش لهذا النوع من الأفلام، خصوصاً أن أرشيف مكتبة التلفزيون يحفظ الكثير من التسجيلات التي ترصد مراحل مهمة من تلك القصة الملهمة، أتمنى أن يصل المقترح للمعنيين بالأمر، وأن نشاهد الفيلم الحلم قريباً بإذن الله، وعلى منصات القصص الملهمة نلتقي..