كل سنتين

“أرسن فينقر” مدرب عظيم وفيلسوف كبير من فلاسفة كرة القدم، تستعين به اتحادات وهيئات رياضية لرسم استراتيجياتها، وكان آخرها الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي استعان به مؤخراً في منصب مدير لبرنامج تطوير كرة القدم العالمية، واستوقفني تصريحه الأخير الذي طالب فيه بالتركيز على البطولات المهمة مثل كأس العالم وكأس أمم أوروبا بحيث تقام “كل سنتين”.
وجهة نظر الفيلسوف “فينقر” تنطلق من قناعته بأن البطولات الكبرى هي التي تساهم في تطوير اللعبة بدلاً من هدر الوقت والمال في بطولات صغيرة لا تجلب المتابعة الجماهيرية، وبالتالي لا تحقق العوائد المالية، لذلك يرغب في إلغاء “دوري أمم أوروبا” مع اختصار وقت التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم وكأس الأمم لتتم في شهر واحد فقط، وبذلك لا يتوقف الدوري كثيراً، ويمكن من خلال ذلك إنهاء مواسم الأندية مبكراً لتقام بطولات المنتخبات “كل سنتين”.
كما يعزز المدرب الفرنسي وجهة نظره بعدد النجوم الكبار الذين حرموا من المشاركة بكأس العالم، لأن منتخبات بلادهم لم تتأهل أو بسبب تعرضهم للإصابة قبل انطلاق البطولة التي تقام كل أربع سنوات، فعلى سبيل المثال لا لحصر “جورج بيست” الساحر الإيرلندي الشمالي وكذلك “جورج وياه” أسطورة ليبيريا وقبلهما “ديستيفانو” وغيرهم كثير لم تتح لهم فرصة اللعب في كأس العالم، وكانت فرصتهم بالمشاركة ستتضاعف لو أقيم كأس العالم “كل سنتين”.
وقد اعترض بعضهم على ذلك الرأي بحجة إصابة الناس بالملل من تكرار البطولات الكبرى كل عامين، ما يفقدها عامل الجذب بانتظارها كل أربعة أعوام، لكن رد الفيلسوف الفرنسي كان جلياً واضحاً بالاستشهاد ببطولة دوري أبطال أوروبا المقامة كل عام وازدياد الشغف بها عاماً بعد عام، لدرجة رفعت إيراداتها بنسب غير مسبوقة شجعت الاتحاد الأوروبي لكرة القدم على زيادة جوائزها التي جعلتها الطموح الأكبر للأندية، ما يؤكد أن كأس العالم وكأس أمم أوروبا ستتضاعف عوائدها المادية مع ارتفاع عدد مشاهداتها إذا أقيمت “كل سنتين”.

تغريدة tweet:
رأي “فينقر” أنقله للاتحاد الآسيوي لعله يسبق الاتحاد الأوروبي ويتبنى إقامة كأس أمم آسيا كل عامين بدلاً من أربع سنوات، ففي ذلك فرصة لاستضافة البطولة لعدد أكبر من دول آسيا، ولعل هذا موضوع مقال قادم بإذن الله، وعلى منصات التطوير نلتقي..