أعداء
التقنية
منذ نهائي كأس العالم 1966 وأخطاء التحكيم تمثل الجزء السلبي من اللعبة، فالكرة لم تدخل المرمى واحتسب الهدف الثالث لإنجلترا وفازت بكأس العالم للمرة الوحيدة، وبعد 20 عامًا جاء “مارادونا” ليسجل هدفًا بيده فيخرج الإنجليز من كأس العالم 1986 ليضج الإعلام مطالبًا بحل تأخر كثيرًا، حتى تأهلت “فرنسا” إلى كأس العالم 2010 بهدف صنعه “تيري هنري” بيده عاد على الاقتصاد الفرنسي بمليار يورو.
وفي ذلك المونديال لم يحتسب الحكم هدفًا إنجليزيًا ضد ألمانيا تجاوزت فيه الكرة خط المرمى فبدأت بعده التقنية من خلال كاميرا خط المرمى، ولكن كان هناك معارضون لاستخدام التقنية بحجة إفساد اللعبة الجميلة بحسب رأي “أعداء التقنية”.
ولكن التقنية أثبتت جدواها فجاءت بعد ذلك تقنية “الفيديو مساعد الحكم” VAR لمعالجة أخطاء التحكيم قدر المستطاع، لكن تكلفتها العالية كتقنية وحاجتها إلى طواقم تحكيمية إضافية حدتا من انتشارها في كل الملاعب والمسابقات، ولذلك غابت عن التصفيات الأوروبية المؤهلة إلى كأس العالم لاستحالة تطبيقها في جميع الملاعب، بل إن الاتحاد الآسيوي أيضًا لم يطبق التقنية في دور المجموعات ولا الأدوار الإقصائية لدوري أبطال آسيا عدا المباراة النهائية، وكان في ذلك تأكيد لصعوبة تطبيقها وتكلفتها المالية العالية فحقق ذلك انتصارًا لكل “أعداء التقنية”.
لا شك أن تعطيل اللعب وتأجيل الفرحة بالهدف من سلبيات استخدام VAR، لكنه في المقابل يحقق العدالة التي غابت عن كثير من المباريات فجعلت الغالبية يطالبون بها عند كل مشكلة تحدث بسبب أخطاء التحكيم التي لن تتوقف مهما بلغت براعة الحكم وخبرته، لأن زاوية الرؤية للحكم ومساعديه وسرعة الكرة وتداخل اللاعبين تجعل من المستحيل على الحكم أن تكون جميع قراراته صحيحة، والخطأ أصبح يكلف الملايين رغم عناد “أعداء التقنية”.
تغريدة tweet: بالأمس سجل “رونالدو” هدف الفوز في الثواني الأخيرة من لقاء “صربيا والبرتغال” ولكن الحكم ومساعده لم يحتسبا الهدف بحجة أن الكرة لم تجتز خط المرمى بكامل محيطها، وفي غياب تقنية خط المرمى وVAR لم يكن هناك مجال لتصحيح الخطأ القاتل، فقامت الدنيا ولم تقعد ووجد “أعداء التقنية” أنفسهم في موقف ضعيف فقد اتضحت أهمية التقنية لتطبيق العدالة، ولذلك لم نسمع صوتًا للمطالبين بإلغاء التقنية بحجة “أخطاء التحكيم جزء من اللعبة”، وعلى منصات التطوير نلتقي.