السوبرليج الأوروبي
عام 2000 ظهر ما يُسمى “G14” ويعني مجموعة الأندية الأوروبية العظيمة وعددها 14، وكانت تهدف للدفاع عن حقوقها وتحسين مواردها في البطولات الأوروبية، وبدأت تنضم لها أندية أخرى حتى تحولت عام 2008 إلى “رابطة الأندية الأوروبية” وبلغ عدد أعضائها 103 أندية من 53 دولة، وتم من خلال العمل المشترك بينها وبين الاتحاد الأوروبي تنظيم بطولتي “دوري الأبطال والدوري الأوروبي”، لكن أندية النخبة لم تعد مقتنعة بالبطولتين وعوائدهما، فقرر 12 نادياً يتقدمهم “ريال مدريد ومانشستر يونايتد” تأسيس “السوبرليج الأوروبي”.
الفكرة باختصار إقامة دوري للنخبة يلعب فيه 15 نادياً بشكل ثابت ويُضاف لهم 5 أندية بحسب نتائجها بالدوريات المحلية أو الأوروبية، والهدف مادي بحت، لأن هناك بنك أمريكي هو “JPMorgan” الذي وعد بضخ مليارات الدولارات لإنشاء البطولة التي تقدر حقوقها التجارية وأهمها النقل التلفزيوني بمليارات تضمن للبنك استعادة استثماره الناجح، لأن البطولة مقتصرة على نخبة 20 نادياً فتكون الإثارة مضمونة بجميع مباريات “السوبرليج الأوروبي”.
هذه الفكرة الثورية التي يقودها “بيريز” ستقضي على “دوري الأبطال” الذي تعتمد عليه ميزانية “الاتحاد الأوروبي” مما تسبب في ثورة معاكسة وصلت التهديد لمنع أندية النخبة من المشاركة في الدوريات المحلية وحرمان نجومها من لعب كأس العالم وأمم أوروبا، لكن الداهية “بيريز” مطمئن لموقفه القانوني السليم الذي يضمن تدشين “السوبرليج الأوروبي”.
الأيام القادمة حبلى بالكثير من المشادات القانونية والإعلامية والجماهيرية التي لن تهدأ إلا باتفاق الطرفين على صيغة تفاهم مشترك يضمن حقوق الجميع، فالاتحاد الأوربي متهم بأنه يحتفظ بمعظم عوائد البطولات ولا يمنح الأندية إلا الفتات، بينما البطولة المقترحة ستحقق لكل ناد مئات الملايين في زمن “كورونا”، فهل تقبل أندية النخبة بتغيير المعادلة المالية أم أنها ملتزمة بعقد طويل ملزم مع الممول تم التوقيع عليه ولا يمكن الفكاك منه وبذلك يصبح الأمر ملزماً بتدشين “السوبرليج الأوروبي”؟
تغريدة tweet:
سألني أخي “ناصر” عن الفرق بين قيام 12 نادياً أوروبياً بالثورة على الاتحاد القاري لإنشاء “السوبرليج الأوروبي” وقيام 6 أندية إنجليزية مطلع التسعينات بعمل سري نتج عن كشفه إنشاء “برميرليج” البطولة المحلية الأنجح على مستوى العالم فكان ردي: هذا سؤال كبير، فجاء تعليقه: ربما يحتاج لمقال كبير، وعلى منصات الأفكار الثورية نلتقي.