نجمة الشاشة والمخرجة والمنتجة السينمائية.. تتحدث عن الاعتزال والحلم العالمي ميساء:
سعادتي بين السجادة والشاطئ
رحلة العمر القصير فيها أوراق كثيرة لم تتكشف حتى الآن.. وهذه رحلة سريعة من الأسئلة والإجابات أنتجتها مواقف الدنيا، نضعها كل يوم بعد لقاء أحد الوجوه البارزة في مختلف مجالات العطاء والإبداع.. رحلة لا تتوقف طوال شهر الصيام.. وضيفتنا اليوم
ميساء مغربي الممثلة.
01
تعريف مختصر لشخصيتك وهويتك.. ماذا تقولين فيها؟
ميساء مغربي امرأة مغربية عربية، خليط من ثقافات وتجارب حياتية كثيرة، ممثلة منتجة مقدمة برامج صانعة محتوى ومخرجة وأغرق دائمًا لتعلم ما هو جديد ومختلف.
02
هل أنت معتزة بنفسك بما يكفي.. أم أنت نادمة ومتحسرة على خطوات كثيرة؟
قطعًا أعتز بنفسي وبتجاربي، لكن من الطببعي أن أندم على بعض الخطوات سواء المهنية أو في حياتي الخاصة، لكن ليس بدرجة التحسر، فكل الإخفاقات هي لسبب وقد تكون أرضية امتنان لنجاحات قادمة.
03
كيف تتعاملين مع الذين يرونك مغرورة ونرجسية؟
كثير هم من يحكمون على الناس بظواهرهم، فأحيانًا نحن نعتزل الأشخاص لتفادي الأذى النفسي مما قد يراه البعض تعاليًا أو غرورًا، وأمانة لا يعنيني أبدًا ما يقوله الآخرون طالما لا يشكلون أهمية في حياتي فأنا لا أهتم إلا لمن يهمني.
04
بماذا تتميزين عن بقية خلق الله؟
لا أرى نفسي مميزة ولكن قد أكون مختلفة فرب العالمين خلقنا مختلفين وإن تشاركنا في بعض الطباع.
05
حينما يتم تصنيف الناس بأخلاقهم أو ممتلكاتهم أو تاريخهم وماضيهم.. أنت ببساطة بماذا تحبين أن يراك أو يصنفك الناس؟
قطعًا بأخلاقي وتعاملي وإنجازاتي.
06
التشجيع حق عاطفي ودافع شخصي ورغبة معنوية.. فريقك الذي تحبينه حبًا جمًا هل يشبع هذه المتطلبات؟
فريقي المفضل هو برشلونة، لكن صدقًا لا توجد دوافع شخصية بل هي أكثر منها رغبة معنوية مثل ما ذكرت في السؤال، وحق عاطفي يستحق الإشباع.
07
من هو اللاعب الوحيد عبر تاريخ كرة القدم الذي لم يخذلك أبدًا وتدينين له بالحب والفرح؟
مارادونا أسطورة الكرة، فقد كان حبًا في الملاعب الخضراء وفرحًا يدحرج الكرة.
08
برأيك ماذا تغير في الرياضة بوجه عام.. وماذا يجب أن يتغير؟
الرياضة كانت هواية وصارت أسلوب حياة، وهذا أجمل مظاهر تغيرها، لكن إذا تكلمنا عنها في العالم العربي تحديدًا فلربما تحتاج إلى دعم البنية التحتية للاحتراف الرياضي وتشجيع الاستثمار فيه أكثر.
09
هناك قلة قليلة تكره كرة القدم وتحاربها.. ما هي رسالتك الرقيقة لهم؟
ساحرة الملاعب هي ساحرة القلوب هي جسر الحب. والتواصل في العالم كيف لقلب ينبض أن لا يحبها؟
10
استحوذت السعودية على استضافة أهم سباقات السيارات في العالم.. كيف تابعت منافستها وأخبارها والتفاعل الدولي معها؟
من أجمل صور السعودية الجديدة هذا الكم الهائل من الفعاليات والأحداث العالمية التي نُظمت فيها، وكلنا فخورون بسباق السيارات الفورمولا وغيره ونكهتها المختلفة بالمملكة والتغطية الإعلامية والحضور العالمي فيها.
11
هل أنت أحد الذين يرون السوشال ميديا نوعًا من الإعلام الجديد.. أم هي مجرد تطبيقات فرضتها التقنية وملحقاتها؟
السوشال ميديا فعليًا هي نتاج منصات وتطبيقات جديدة جعلت من واقعنا الإعلامي ديجيتال، فهي أدوات إعلامية تواكب كل ما نعيشه من تطور تقني.
12
لو وجدت نفسك في صباح الغد مديرة لقناة تلفزيونية.. ماذا ستغيرين في برامجها.. وماذا ستقولين للعاملين في الاجتماع الأول؟
سأقول لكل موظفيها آن الأوان حتى نفكر خارج الصندوق، وسأعمل قطعًا على جعل برامجها تلبي احتياجات كل الشرائح المجتمعية الفكرية والعمرية وتتحدث بألسنتهم، فنحن ما زلنا لا نتقن مخاطبة الجماهير، تنقصنا واقعية الأطروحات وبساطتها.
13
أولئك المدمنون على قراءة الكتب.. كيف تنظرين إليهم.. ومن هو كاتبك المفضل؟
القراءة أجمل أنواع الإدمان وألذه، فهي مخزون الإنسان ورأس مال المفكر، والقراءة ليس بالضرورة ورقية فالأون لاين جعل القراءة أسهل وقرب إلينا كل ما هو بعيد. كثيرون هم من أحب أن أقرأ لهم بينهم باولو كويلو وهوجو والطاهر بن جلون وعبده خال وعلاء الأسواني ونجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس،
14
ماذا ينقص المثقف حتى يتواءم مع إيقاع الحياة بلا تعقيدات أو خروج عن المألوف؟
بعض المثقفين يرفضون “الأبديت” أو التحديث في الأدوات وهذا يعدّ تزمتًا، فمرادف الثقافة تقبل الآخر وتطوير الأدوات، فكلنا نستطيع الحصول على نسخ منقحة من ذواتنا تناسب الحداثة، ولا نلغي الأصالة أكيد.
15
فقدت الصحافة حول العالم بريقها وقوتها ونفوذها.. هل لديك نصيحة قوية تعيدها قبل فوات الأوان؟
الحل في التحديث في الأدوات ومجاراة سرعة وتسارع التغيرات، كذلك أسلوب المخاطبة مهم جدًا أن نعي أن لكل زمن وجيل أسلوب حياة وعقلية ونمط تفكير.
16
الفن جزء من حياة الناس.. أي فن يستهوي روحك ويغازل ذائقتك؟
كثيرة هي الفنون التي تستهوي روحي على رأسها التمثيل العزف والرسم.
17
لو امتلكت شركة إنتاج فني.. فما هو المشروع الذي ترينه يعبر عن رؤيتك وتطلعاتك؟
سيكون عملًا سينمائيًا يؤرخ مهنة التمثيل في السعودية والخليج وتغيرات الوسط التمثيلي في العشرين عامًا الأخيرة.
18
الفن الإنساني تطور مع التقنية المتسارعة أم تورط مع أمزجة الجيل الجديد؟
كل الفنون هي إنسانية ولا أرى أنها في ورطة باختلاف الأمزجة وإنما هي في حالة ثراء وألوان فالفن غير نمطي متغير وله منحنيات وكل الأجيال تمتلك ذائقة فنية بمنظور أو آخر وكلها تتفق على ما هو جميل، والدليل على ذلك أن “الرابرز” هم أنفسهم قد يدرسون “الصولفيج” البيانو أو الكمان أو التشيللو، وقبل الوصول إلى مرحلة العزف الاحترافي كل من درس الفن قد عزف مقطوعات لباخ وموزارت وبيتهوفن، الخلاصة الفن الأصيل خالد.
19
السينما هزمت الدراسات والتوقعات.. وظلت صامدة.. تنمو وتزدهر وتمشي بخطى واثقة.. ما السر الكبير وراء قوتها الطاغية؟
السر الكبير وراء قوة السينما شيء لا يفسر، فسحر الشاشة الفضية مختلف، السينما تاريخ وأسلوب حياة وقرار، فاليوم عند ذهابي إلى السينما أملك قرار اختيار ما سأراه، بعكس المادة التلفزيونية التي تفرض نفسها علينا، أيضًا السينما تتميز عن التلفزيون بمخالفتها مبدأ الإعلان التجاري.
20
حلمك وأمنيتك الكبيرة.. ما هي.. وكم تبقى من الزمن لترينها ماثلة أمام عينيك؟
أحلامي الفنية كبيرة، أكبرها أن يكون لي فيلم عالمي من توقيعي إخراجيًا، ولا أعلم هل سأحقق الحلم أم لا، الأهم أني دائمًا في سباق مع الذات والزمن وتمنٍ ومحاولة لتحقيق التمني والأماني.
21
الدنيا بكل تقلباتها وعطاياها وصدودها.. ماذا منحتك وماذا أخذت منك؟
الدنيا منحتني الكثير من حب الناس والتعبير عن الذات، وأن أحيا حياة كثيرة من خلال الأدوار التي قدمتها على الشاشة أو في ورشة كتابة، كما منحتني القدرة على اتخاذ القرار. أما ما أخذته مني الدنيا، أخذت الخصوصية والأسرة والتلقائية في ممارسة حياتي اليومية، أخذت مني الراحة، ولكن لكل شيء ثمن.
22
المال زينة الحياة الدنيا.. إلى أي مدى ترين نفسك مقتدرة وثرية وصاحبة رصيد يكفيك شر نوائب الدهر؟
أرى أني مستورة ومكتفية، فأنا إنسانة قنوعة جدًا فيما يخص الماديات، وغير قنوعة فيما هو فني ومعنوي.
23
السعادة التي يتحدث عنها المرتاحون المترفون.. هل سبق لك تجربتها وكيف تعايشت معها؟
السعادة ليست بترف، السعادة رضا وتقبل ما نعيشه وما كتبه الله لنا، إذا حدثتني عن السعادة أحدثك عن الرضا، فنحن يوميًا نعيش السعادة عند استيقاظنا صباحًا بخير وأهلنا بخير، نحن بحالة سعادة في كل خطوة توفيق من رب العالمين، أما كيف أعيش السعادة فأعيشها إلى آخر رمق وأمارسها وأثق بها وأعد بها نفسي.
24
أين تستشعرين الهدوء والطمأنينة والسكون.. مع من وما المكان؟
في مكانين، أجدها في سجادتي في سجدة لله، وأجدها أمام شاطئ البحر وحدي مع ذاتي، وأحيانًا مع أهلي.
25
من هم أصدقاؤك المقربون الذين لا تستقيم الدنيا بغيابهم وزوالهم؟
هم قليلون، أتحفظ عن ذكر أسمائهم، فأنا أعتقد أنه كلما حفظنا على أشيائنا استمرت، فالأصدقاء مهمون والحفاظ عليهم أهم.
أما بالنسبة إلى استقامة الحياة بهم فأنا ضد المقولة هذه، فالدنيا قد لا تستقيم بوجود أو غياب أحد، الحياة تمضي والسعادة باقية في وجود من حولنا أو من دونهم.
26
جائحة كورونا غيرت الدنيا.. ماذا تغير في حياتك بعد الجائحة؟
تغيرت أشياء كثيرة في شخصيتي، فقد أصبحت أكثر تأملًا، ونضجًا، وهدوءًا، وقناعة بأن كل شيء يتغير في لحظة، جائحة كورونا جعلتني أكثر زهدًا ورضا وامتنانًا.
27
لو فرضت الجائحة نفسها واستمرت لأعوام طويلة ـ لا سمح الله.. فهل لديك ما تقترحينه لإنقاذ البشرية؟
الله لا يقولها، فلا منقذ سوى رب العالمين، فإذا لم تنقذ البشرية اللقحات وألطاف الخالق فلا أعتقد أن بوسعي اقتراح شيء آخر، فهذه وظيفة العلماء والمختصين الذين قد يكون لديهم حل.
28
ماذا قلت في نفسك حينما عرفت أن صديقك أو قريبك أصيب بكورونا؟
أصيب لي أصدقاء وأقارب بكورونا وعشت النجربة مرارًا، ولم يسعني سوى الدعاء لهم بالصحة والسلامة، وأن يجمعنا الله معًا في القريب العاجل.
29
ما رسالتك التي توجهينها لوزير الصحة وفريقه والجيش الأبيض والعاملين في المجال الطبي وكل المحاربين في معركة كورونا؟
بذلتم الغالي والنفيس، ضحيتهم بأرواحكم، جزاكم الله عنا وعن شعبكم كل خير، وزارة الصحة في جميع أنحاء العالم شكرًا لكم ما قصرتم في كل ما تحليتم به من شجاعة ورباطة جأش.
30
حينما تتفحصين أعين الناس في الشارع بعد ارتداء الكمامات.. ماذا يجول في خاطرك؟
يجول في خاطري كم نحن ضعفاء قليلو الحيلة.. كم نحن هشون وأضعف من دون تكاتف وروابط.. الله يرفع عنا.