نجم الاتفاق الذهبي يقرأ الواقع.. ويُشخّص الأحوال الكروية

النمشان: المواهب انتهت مع جيلنا

حوار: خالد الشايع

عاش سلمان النمشان، مدافع فريق الاتفاق الأول لكرة القدم سابقًا، العصر الذهبي لفارس الدهناء، وساهم معه في تحقيق العديد من الإنجازات المحلية والعربية والخليجية.
فاز معه بالدوري الممتاز مرتين، وبكأس العرب مرتين، وبكأس الخليج وكأس الملك.
بعد الاعتزال، فضّل النمشان الحاصل على شهادة متقدمة في التدريب، العمل في الجهاز الإداري في الاتفاق، مديرًا للكرة ومشرفًا للفئات السنية والفريق الأولمبي في النادي.
في حواره مع “الرياضية” طالب النمشان الاتفاقيين بتناسي الخلافات فيما بينهم، والعودة إلى البيت الاتفاقي من أجل مصلحة الكيان، مشددًا على أن أي نادٍ لن ينجح دون أن يكون ذا ملاءة مالية كبيرة، ليوفر لاعبين كبارًا للفريق..
01
بداية، هل أنت راضٍ عما قدمه فريق الاتفاق الموسم الجاري، أم ترى أن الفريق كان قادرًا على أفضل من ذلك؟
بكل صراحة الفريق في الموسم الجاري جيد نقطيًا، ولكن فنيًّا لا، وضع الفريق غير ثابت، في مباريات يكون جيدًا وأخرى لا، الفريق لا يسير على مستوى ثابت، وهذه هي مشكلته، يفوز ويخسر.
02
ولكن هذا وضع جميع الفرق حتى المتصدرين، يفوزون ويخسرون؟
أنا كاتفاقي يهمني فريقي بالدرجة الأولى، صحيح أن وضع الموسم الجاري مختلف على الجميع بسبب كوفيد 19، ولكن الاتفاق فريق مستقر، لاعبوه ومدربه مستمرون منذ موسمين، كان يفترض أن يكون وضع الفريق أفضل مما شاهدناه.
03
ما العلة في تصورك، بالتأكيد لديك تصور لما يحدث في الفريق؟
لا أعتقد أن هناك سببًا رئيسًا، ربما تكون الإصابات وغياب بعض اللاعبين في مباريات مهمة، مثل الجزائري رايس مبولحي حارس المرمى الكبير، الذي غاب مباريات كثيرة، أيضًا غياب الربيعي بعض المباريات، وكذلك أكثر من لاعب، قد يكون هذا سببًا.
04
ماذا عن الأداء الفني، هل ترى أن المدرب كان جيدًا؟
أنا لم أتعامل مع خالد العطوي، ولكن أداءه مع الفئات السنية للمنتخبات السعودية كان جيدًا، ووصل إلى كأس العالم مع منتخب الشباب، لا أستطيع أن أحكم عليه، هناك في الفريق من هم أخبر مني به.
05
لنتحدث عن أداء الفريق داخل الملعب والأسلوب الفني الذي ينتهجه؟
أسلوبه جيد، في مباريات كثيرة كان الفريق يقدم مستويات جيدة، وقد يكون بعض اللاعبين لا يؤدون المطلوب منهم.
06
قد تكون هذه المشكلة، بعض الفنيين يرون أن العطوي يطالب لاعبيه بأكثر من قدراتهم الفنية؟
لاعبو الاتفاق لاعبون كبار ودوليون، سواء مبولحي أو دوكارا أو نعيم سليتي ووليد أزارو وفيليب كيش، جميعهم لاعبون لهم أسماؤهم الكبيرة، ويمكن أن يلعبوا بأي طريقة، فلديهم الإمكانات والفكر الجيد، ولكن العطوي يريد البناء من الخلف، وهذا يكون صعبًا إذا لم يكن لديك لاعبون يؤدون بقوة وسط الملعب، فالاستحواذ أمر صعب.
07
المشكلة أن الاتفاق يستحوذ، ولكن دون فائدة، دون تسجيل أهداف أو فوز؟
هذا طبيعي، المشكلة ليست في الفكرة، ولكن في تطبيق هذا الفكر، في بعض المباريات يكون الفريق جيدًا ولكنه يخسر.
08
هذه قد تكون المشكلة يفوز على الفرق الكبيرة مثل الاتحاد ويعود ويخسر من أبها؟
الموسم الجاري ليس مقياسًا، جميع المباريات منذ أن بدأ، في مباراة تجده في القمة، وفي أخرى دون المستوى.
09
الأمر ذاته تكرر في الموسم الماضي؟
فعلًا، الاتفاق ليس ثابتًا على مستوى معين، في مباراة يكسر الدنيا، وفي مباراة ثانية تراه فريقًا آخر، مع أن اللاعبين أنفسهم والأوضاع ذاتها، لا أحمّل المدرب ما يحدث، هناك من يقيمه أفضل مني، ويعرفون ما يقدم.
10
هل تؤيد استمرار العطوي لموسم ثالث، أم تفضل التغيير؟
قد أحكم بشكل أفضل في نهاية الموسم، أتمنى استمرار خالد لموسم ثالث، حتى اللاعبين غير السعوديين ليسوا سيئين، حتى سليمان دوكارا كان جيدًا في بعض المباريات.
11
دوكارا تعاقد معه الاتفاق بأكثر من 3.5 مليون يورو، يفترض أن يكون أفضل مما قدم؟
هو وقّع مع الاتفاق لثلاثة مواسم.
12
تنتهي الموسم الجاري، قد لا يتم التجديد له، هل يمكن أن يكون التغيير أفضل، خاصة أن بقية الأجانب عقودهم مستمرة؟
إذا كان من الممكن التعاقد مع أفضل منه، ولكن الحكم على هذا يكون نهاية الموسم، بعد تقييم كل لاعب على حدة، والتأكد هل من الممكن التعاقد مع لاعب أفضل من دوكارا.
13
هل تعتقد أن الموسم الجاري مرضٍ للرياضيين، أم أن المستويات كانت ضعيفة للغالبية؟
الموسم الجاري سلبي على الجميع، أمور كثيرة كانت مؤثرة، ليس غياب الجمهور فقط، بل حتى غياب الصحة وهو أهم من الجمهور، بعض الأندية لعبت ولديها لاعبون مصابون بكوفيد19، ومدربون غابوا بسبب المرض، هذا العام مختلف على الجميع، الموسم الجاري استثنائي بكل المقاييس، الأندية التي لم تستغله من أندية الوسط وتصل إلى مراكز متقدمة وتحقق البطولات لن تفعل ذلك مستقبلًا، في الموسم المقبل سيكون ذلك صعبًا عليهم.
14
بعد كل هذه الأعوام، والإنفاق الكبير على الفريق، ألم يكن من المفترض أن يصل الاتفاق إلى مستوى المنافسة على البطولات، بدلًا من البحث عن مناطق الوسط؟
التمني شيء والواقع مختلف، كل لاعب يتمنى أن يكون فريقه منافسًا، ولكن بكل صراحة بوجود الأندية الكبيرة ماديًا، من الصعب أن ينافس الاتفاق.
هذا العصر عصر الملايين، تحتاج إلى الملايين مع الفكر، فملايين دون فكر لن تنجح، وفكر دون المال لن يفعل شيئًا.
15
ولكن الاتفاق ميزانيته نحو الـ 70 مليونًا سنويًّا؟
إذا كانت ميزانية الاتفاق تصل لـ70 مليونًا، فميزانية تلك الفرق ضعف هذا الرقم، وبعضها 400 مليون.
16
ولكن هناك فرق حققت بطولات بميزانية أقل من الاتفاق؟
ولكنها لا تستمر، قد تظهر في موسم أو موسمين، ثم تعود لتنافس على الهبوط، والشواهد على ذلك كثيرة.
17
ولكنها على الأقل حققت بطولة، الاتفاق لا يفعل ذلك؟
قد تحقق بطولة، ولكن في الموسم التالي تصارع على الهبوط، فهذا لا يفيد.
18
ألا يفترض أن يكون الاتفاق واقعيًا وينافس على البطولات قصيرة النفس مثل كأس الملك، ستكون بداية جيدة له؟
حتى هذه البطولات ستلعب مع الأندية الكبيرة الهلال والنصر والآخرين.
19
مباراة واحدة يمكن أن ينجح فيها الفريق، سبق أن فاز على الأهلي والهلال والنصر، ما الذي يمنع من تكرار ذلك في الكأس؟
الاتفاق فريق كبير ولديه الإمكانات لفعل ذلك، ولكن في ظل الوضع الحالي وفارق الإمكانات من الصعب أن يصل للمنافسة، لاعبونا جيدون على إمكاناتنا، ولكن إذا تريد بطولة عليك أن تدفع أكثر، بيب جوارديولا مدرب مانشستر سيتي لم يكن جيدًا قبل موسمين، ولكن بعد أن عاد إلى المنافسة سألوه عن السبب قال: ”دفعنا وأحضرنا لاعبين أفضل”، إذا تريد المنافسة أحضر لاعبين أجانب جيدين، ومحليين أيضًا، واصرف أكثر لتجهيز الفريق.
20
هل القيمة المادية هي التي تجلب اللاعب الجيد؟ بعض الأندية أنفقت عشرات الملايين في لاعبين أجانب لم ينجحوا، وبعضهم أقل من مليون وكان ناجحًا بقوة، الهلال جلب فييتو بسبعة ملايين يورو ولم يكن مختلفًا عن البقية؟
ولكن الهلال الآن هو الأفضل، ويملك ثلاث بطولات في الموسم الماضي، الآسيوية والدوري وكأس الملك، والآن متصدر الدوري، الهلال فريق كبير بإمكاناته ومستوياته ومادياته، ليس في السعودية فقط بل في آسيا كلها.
21
ومع ذلك كثير من جمهوره غير راضٍ عن الفريق حتى الآن؟
الهلال فريق يمرض ولا يموت، الهلال الآن متصدر الدوري، وجمهوره غير راضٍ، كيف يكون الفريق سيئًا وهو يتصدر الدوري، صحيح أن مستواه هبط ولم يكن جيدًا في بعض المباريات خاصة في البطولة الآسيوية، ولكنه تأهل على الرغم من ذلك.
22
كنت واحدًا من لاعبي الجيل الذهبي للاتفاق، ما الذي تغير بين جيلك الذي حقق البطولات والجيل الحالي؟
أمور كثيرة يصعب حصرها، هذا الزمن كان مختلفًا، وكنا فريقًا قويًا بوجود اللاعبين المحليين، الآن أي نادٍ يمكن أن يكون جيدًا بسبعة لاعبين أجانب ولاعب مواليد، إذا لديك هؤلاء الأجانب يمكن أن تحصل على البطولات.
23
الاتفاق كان دائمًا ما يملك المواهب، لماذا فقدها الآن؟
من النادي الذي لديه مواهب حقيقية الآن؟ المواهب انتهت، لم نعد نملكها، في جيلنا كنا نلعب مع الفريق الأول ونحن في عمر 17 و18 عامًا، اليوم اللاعب عمره 30 عامًا ويقولون موهبة، هذا بعد موسمين سيعتزل، إذا كان اللاعب لا يلعب من فئة الشباب في الفريق الأول لن ينجح ولن يكون موهبة.
نأمل بأن يكون دوري الرديف الذي ينوي الاتحاد السعودي إطلاقه علاجًا لهذه المشكلة، ويمنح اللاعبين الصغار فرصة اللعب والبروز، سيكون فرصة مثالية لهم.
24
هناك أندية معارضة له؟
لا أعلم ما يدور في الاتحاد، ولكن دوري الرديف حل للمواهب، للحفاظ عليهم، المشكلة أن اللاعب الشاب لا يجد له مكانًا في الفريق الأول، سيجد الفرصة الآن للعب، ويغذي الفريق الأول مستقبلًا.
25
بصفتك لاعبًا من الجيل الذهبي، كانت هناك منافسة قوية بينكم وبين عدد من الأندية، كيف كنتم قادرين على مقارعة الأندية الكبيرة في ذلك الوقت والفوز عليها؟
كنا ننافس الجميع، وندخل كل مباراة وكأنها مباراة كأس، سواء الهلال أو النصر والاتحاد والأهلي، جيلنا في الثمانينيات كان مختلفًا.
26
هذه الروح غابت الآن؟
كان جيلنا مختلفًا، كان يملك الشباب والخبرة، والروح، لهذا استمررنا قرابة 14 عامًا ونحن نحقق البطولات، حققنا الدوري دون خسارة كأول فريق يفعل ذلك، وحققنا بطولة العرب مرتين، وكأس الملك، وكأس الخليج، كان لدينا فكر إداري وفكر فني، لاعبون لديهم الغيرة على الشعار، كنا “نمد الشراب” لكي نكمل المباراة، ولا تصل المباراة لنصفها إلا وهو “واصل نص الساق”، حققنا الكثير من البطولات بالرغبة، والموهبة، وامتزج جيلنا بالخبرة مثل صالح خليفة وعيسى خليفة، وجيل الشباب الذي كان يمثله عمر باخشوين وسامي جاسم وجمال محمد، كانوا صغار السن وهم أساسيين، تحقيقنا للبطولات لم يأت من فراغ، في ذلك الوقت كان 11 لاعبًا من منتخب الناشئين من الاتفاق منهم تسعة لاعبين أساسيين في التصفيات، هم من كانوا وقود البطولات مع لاعبي الخبرة، كان منهم محمد أبوحيدر وسامي جاسم وسلمان النمشان وعادل خضير وعبد العزيز بودلي.
27
هل ترى علاقة الإدارة مع أعضاء الشرف حاليًا أمرًا صحيًا للنادي، أم يفترض أن تكون أفضل؟
من المفترض أن تكون أفضل، وأن تكون “أحسن من كذا” ولكن أعضاء الشرف هم يريدون هذا الوضع.
28
أي وضع تقصد؟
“يبون الانفراد في الرأي”، وأن يجلبوا من يريدون للنادي.
29
تقصد يفرضون رأيهم على الإدارة الحالية، والأخيرة رفضت ذلك؟
فعلًا، وأن يتحكموا في الإدارة وأن تكون لهم كلمتهم و”كل شيء”.