2021-05-15 | 02:17 مقالات

ضريبة النجومية

مشاركة الخبر      

كلنا قضينا العيد مع أهلنا وأحبابنا حسب الجدول المتفق عليه مسبقًا، فالغالبية منا واصلوا السهر واحتفلوا في الصباح الباكر، بينما البعض نام صباح العيد ليحتفل بالمساء، وهناك من احتفل مرتين صباحًا ومساءً، بينما نجوم كرة القدم قضوا أواخر رمضان في معسكر النادي وسمح لهم بمعايدة قصيرة لأهلهم وعادوا استعدادًا لمباراة ثاني العيد فتلك “ضريبة النجومية”.
في مهد كرة القدم “إنجلترا” يسعد الجميع بفترة الأعياد إلا نجوم كرة القدم الذين يخوضون مباريات “بوكسينق دي” حيث يتم ضغط المباريات بشكل ليس له مثيل في الدوري، فلا يحتفل النجوم بالكريسمس ولا رأس السنة مثل بقية الناس بل يقضون وقتهم بين ملاعب التدريب والمباريات وغرف العلاج، ولا يشعر أحد بالأسى حيالهم لأنها باختصار “ضريبة النجومية”.
النجومية التي منحتهم المال والشهرة لابد أن تحرمهم بعض الحريات التي يتمتع بها غيرهم، ولعل من أهم تلك الحريات حرية التحرك في الأماكن العامة، حيث لا يستطيع النجم الذهاب إلى الأسواق والمطاعم خوفًا من مقابلة جمهوره الذين قد يحرجونه بتصرفاتهم وأسئلتهم، وقد عايشت الكثير من النجوم الذين يعانون مضار الشهرة وهم بذلك يدفعون “ضريبة النجومية”.
كثير من المتابعين يغبط النجوم على المبالغ الطائلة التي يحصلون عليها جراء ممارسة وظيفة يعشقونها، ولكن يغيب عن الغابطين أن الوصول إلى الشهرة والمال يتطلب موهبة من الله في البداية ثم الكثير من الجهد والعمل والتضحيات ليصل النجم إلى سوق النخبة، وهناك يحدد سعر النجم بحسب نجوميته وكلما زاد السعر تناقصت الحريات كجزء من “ضريبة النجومية”.

تغريدة tweet:
بقي أن أقول إنني متعاطف جدًا مع النجوم في كل مكان في موسمين متصلين بسبب جائحة “كورونا” التي حرمتهم الراحة بين الموسمين، كما أنهم ملزمون باللعب والتركيز في ظل ظروف تفقد الإنسان تركيزه ورغبته في العمل والاختلاط والاحتكاك، ولذلك أصيب كثير من النجوم بالفيروس أثناء ممارسة اللعبة التي نغبطهم عليها، فالموظفون والطلاب تمتعوا بخاصية العمل والدراسة عن بعد بينما نجوم الرياضة كانوا يدفعون “ضريبة النجومية” في الملاعب لتستمر مشاهدة المتعة والإثارة عبر شاشات التلفزيون، حيث كانت متابعة المنافسات في كل أنحاء العالم من أهم مخففات وطأة الحجر والعزلة فشكرًا للنجوم في كل مكان على عطائهم، وعلى منصات التضحية نلتقي.