لعنة
الإصابات!
كثيرةٌ هي لعنات كرة القدم التي تحيط بتفاصيلها الصغيرة وجنونها وإثارتها، وأكثرها تأثيرًا لعنة الإصابات، وعلى الرغم من أن الإصابة أولًا وأخيرًا “قدر”، إلا أن الأسباب كثيرة، ولها علاقة بالإعداد البدني، ومدى جودة الجهاز الطبي... إلخ، وهي جميعًا تؤدي إلى تعطيل أداء اللاعب، والتأثير سلبًا في ناديه، خاصةً إن لم يستطع توفير البديل المناسب والكفء الذي يسدُّ النقص.
الإصابات “تهد الجبال” فما بالك بإمكانات لاعب/ ناد، وهناك أندية تسلَّطت عليها الإصابات في الموسم الجاري كلعنة، ولا أكثر في ذلك من ريال مدريد، الذي خرج من الموسم خال الوفاض وبخفي حنين، موسم سلبي/ صفري لكثرة الإصابات، التي وصلت إلى رقم قياسي “60”، كما قيل، فضلًا عن فيروس كورونا “9”، الذي أثَّر في المنافسة على البطولات، فخرج الفريق محليًّا/ قاريًّا من الليجا/ الأبطال. للمرة الأولى يحدث هذا الأمر منذ 11 عامًا. موسمٌ فشل فيه الفريق بالتتويج بالبطولات بالذات مع الداهية “زيزو”، الذي يعدُّ واحدًا من أفضل المدربين الذين مروا على الملكي، وبينهم كيمياء حيوية.
أكثر لاعب “منحوس” تصدَّر الإصابات، كان البلجيكي “هازارد”، اللاعب الذي أصيب أكثر مما لعب، ولا أعلم ما سر تركيز الإصابات عليه! أكثر لاعب لم يستفد منه الفريق بشكل فعلي، وأعتقد أنه سيكون من أوائل المسرَّحين من قِبل إدارة بيريز هذا الموسم. أكثر لاعب أثَّر غيابه في الفريق القائد/ القيصر راموس نتيجة إصابة عضلية وبكورونا، فهو لاعب له ثقله وجودة حضور.
أيضًا، من الفرق التي تأثرت بالإصابات سلبًا وبشكل مباشر، وأدى ذلك إلى خروجها من البطولات ليفربول، الذي عانى كثيرًا من الإصابات التي توالت عليه، وأفقدته لقب الدوري، مثل ماتيب، فان دايك، جو جوميز، فابينيو، هندرسون، إلى جانب قناعات كلوب بأن مَن هزم فريقه هذا الموسم هي الإصابات! وهذا كاف لتبرير موقفه وتبرئة ساحته، يقول: “لو أن مانشستر سيتي، على الرغم من قوته، فقد ثلاثة لاعبين دفاع، ما كان ليفوز بالدوري، ولا حتى مانشستر يونايتد”. الإصابات أنهت مسيرة لاعبين نهائيًّا في كرة القدم. الإصابات تؤثر في قوام الفريق، وتفقده توازنه، وتنهكه، وتشتت خططه، وتبعثر أوراقه، خاصةً إذا لم يكن لديه تخطيط إيجابي وصف رديف، يكون سندًا في الأوقات الصعبة.
الفريق الكبير الذي يضع خططًا حيوية، هو الذي يملك خطًّا رديفًا لا يقل عن الأساسي، إن لم يكن أفضل منه، ليكون ذخيرته في الأوقات الصعبة كيلا يضطر المدرب إلى إشراك لاعب في غير مركزه، فيقل عطاؤه، ولا يقدم المأمول منه، ويؤثر ذلك في الفريق تأثير سلبًا، لذا فإن الفريق البطل هو الذي يملك خطًّا احتياطيًّا لا يقل عن الأساسي بشيء!