الخبير الرياضي الكبير يفتح تاريخ نهائيات كؤوس الملوك في حديث الذكريات ابن ناصر:
المنصة.. تحرجنا
يُعد صالح بن ناصر أحد أبرز الشخصيات الرياضية في الكرة السعودية منذ أكثر من نصف قرن من خلال عمله في مناصب عدة في الاتحاد السعودي لكرة القدم، حيث ساهم في صناعة الاحتراف، وكان شاهدًا على نهائيات عدة في مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين وبقية البطولات المحلية والخليجية والعربية والقارية والعالمية.. “الرياضية” تستذكر مع ابن ناصر الخبير الرياضي نهائيات كؤوس الملوك في أعوام مضت فإلى التفاصيل:
01
حينما تأتي مناسبة نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين.. ماذا يجول في خاطرك؟
كثير من الأمور تدور في ذهني وأتذكرها من ترتيبات على مستوى عالٍ وتنسيق مع عدة جهات، واجتماعات وتوجيه الدعوات للضيوف وغيرها، وكانت المباراة النهائية غالبًا ما تكون في جدة أو الرياض، مكان وجود خادم الحرمين الشريفين، وترسخ المباراة في ذاكرة كل من شارك فيها، لتشرفهم بالسلام على ملك المملكة العربية السعودية.
02
في مثل هذه المناسبة الكبيرة.. ما أهم مقومات نجاح الترتيبات التي تسبق الحدث؟
الجهات الأمنية أولًا لسلامة الجميع ووضع الخطة الأمنية منذ وقت مبكر، ومن ثم تأتي الترتيبات التحضيرية للمباراة من اجتماع مع مسؤولي الناديين وتذكيرهم بأهمية الحدث وظهور اللاعبين بأعلى مستوى فني وسلوكي أمام راعي الحفل، إضافة إلى الترتيبات الأخرى من أرضية الملعب والمدرجات والجهات الحكومية الأخرى.
03
وماذا عن ترتيبات الحضور والضيوف؟
دائمًا ما نحصر عدد المرافقين مع راعي الحفل والمسؤولين في الدولة من وزراء وخلافه، حتى أننا كنا نضطر إلى منع بعض رؤساء الأندية وغيرهم من الجلوس في المنصة ويعتب الكثير علينا، إلا أننا ننفذ خطة الترتيبات على أكمل وجه لأهمية الحدث وراعي الحفل.
04
مَنْ أبرز الشخصيات الخارجية التي حضرت النهائيات؟
رؤساء دول من الخليج ومصر، وكان حضورهم على هامش زيارات رسمية إلى السعودية، إضافة إلى رؤساء الاتحاد الدولي لكرة القدم، أبرزهم هافيلانج وجوزيف بلاتر، أكثر من مرة، ويكون انطباعهم جيدًا جدًا من الأداء الفني والتنظيم كونها المباراة الأميز، وكل لاعب يرغب في إظهار أفضل ما عنده أمام راعي الحفل والجماهير.
05
هل تذكر لنا بعض المواقف التي مرت عليك خلال النهائيات؟
لا أنسى نهائي الهلال والاتحاد في جدة، كان النظام يحسم البطولة بالركنيات، وأدار اللقاء عبد الله كعكي، الحكم، فاستمر التعادل بنتيجة اللقاء وكذلك الركنيات، والملك فيصل يرحمه الله كان راعيًّا للمباراة، وتأخر الوقت حتى تبقى 20 دقيقة على صلاة المغرب، والملك فيصل ينظر إلى ساعته لحرصه يرحمه الله على صلاة المغرب، فنزلت واقتربت من خط المباراة، وأشرت إلى كعكي فاقترب مني وطلبت منه اللجوء إلى ركلات الترجيح بما أن الفريقين متعادلان في النتيجة والركنيات، وفعلًا لجأ الفريقان إلى ركلات الترجيح وكسب الهلال وانتهت المباراة قبل صلاة المغرب.
06
ماذا عن أحاديث الملوك مع اللاعبين؟
بالتأكيد التهنئة للفريق الفائز إلى جانب بعض الكلمات التشجيعية للاعبي المنتخب السعودي واللاعبين الشباب الموهوبين لتحفيزهم، وهذا كان له الأثر الكبير على اللاعبين، أتذكر الكلمات التي كان يقولها الملك فهد يرحمه الله لصالح النعيمة وماجد عبد الله وأحمد جميل وغيرهم من نجوم المنتخب، ولا ننسى أيضًا كلمات الملك عبد الله يرحمه الله مع محمد الشلهوب.
07
كيف ترى الاختلاف ما بين التنظيم سابقًا وحاليًا؟
لا شك أن التطور التقني ساهم بشكل كبير في قفزة نوعية في التنظيم خاصة الأمني، إلى جانب الشاشات الإلكترونية والليزر والضوء، وكذلك سابقًا كان التنظيم المميز وسير الأمور وفق ما خطط له سمة النهائيات ولله الحمد بشهادة الجميع.
08
هل تذكر أبرز القرارات التي اتخذت من راعي الحفل في النهائيات؟
الملك فهد يرحمه الله كان متابعًا بشكل دقيق للرياضة، وفي أحد النهائيات في مدينة جدة، حينما انتهت المباراة وتُوّج الفائز باللقب لم يتجه إلى سيارته، بل اتجه نحو الصالة المخصصة للضيوف وجلس، وقال للأمير فيصل بن فهد يرحمه الله: “لاحظت أن الملعب لم يتسع للجماهير”، فرد الأمير فيصل بأن جدة تحتاج إلى ملاعب أكبر، ومنها طرحت فكرة إنشاء وتوسعة ملاعب في جدة والرياض، وكذلك الطائف ومكة المكرمة، واستكمل بعضها في عهد الملك عبد الله يرحمه الله.
09
في ظل الدعم غير المسبوق للرياضة والأندية السعودية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، كيف تصف التطور في الرياضة السعودية؟
أطلقت على هذه الفترة العصر الذهبي الثاني بعد عهد الأمير فيصل بن فهد ودعم الملك فهد يرحمهما الله للرياضة والرياضيين. جاء الدعم في الوقت المناسب خاصة في ظل انطلاق الرياضة النسائية، وبدأت العلاقات الدولية الرياضية تنتعش وخاصة مع الأوروبيين، ولكن أتمنى أن يتم اختيار الأشخاص المناسبين لتمثيل السعودية في اللجان الرياضية الدولية والقارية.