2021-07-09 | 19:55 مقالات

الخطأ القاتل

مشاركة الخبر      

كان الرياضيون يرددون: “أخطاء التحكيم جزء من اللعبة”، رغم قناعتهم بأنها الجزء الأسوأ في لعبتنا الجميلة، والتاريخ يحفظ أخطاءً غيرت مسار بطولات، لعل أشهرها هدف “إنجلترا” في نهائي كأس العالم 1966، الذي احتسب رغم عدم تجاوز الكرة خط المرمى، وكذلك هدف “مارادونا” الذي سجله بيده في مرمى “إنجلترا” في كأس العالم 1986، وهدف تأهل “فرنسا” لكأس العالم 2010 أمام “إيرلندا” حين جهّز “هنري” الكرة بيده، وهذه الأخطاء تمثل “الخطأ القاتل”.
مع وجود تقنية الـ VAR، تناقصت الأخطاء بشكل كبير جدًا لدرجة أنه لم يعد مقبولًا ترديد “أخطاء التحكيم جزء من اللعبة” لأن أعذار موقع الحكم وزاوية الرؤية وسرعة اللعبة لم تعد مقبولة، ويبقى الخطأ التقديري مستمرًّا في الحالات التي تحتمل أكثر من قرار ويختلف حولها المحللون، لكن ما حدث في نصف نهائي يورو2020 لم يكن خطأً تقديريًّا، حيث أجمع المحللون “الإنجليز” قبل غيرهم بعدم صحة ضربة الجزاء التي تأهلت بموجبها إلى النهائي، فكانت بمثابة “الخطأ القاتل”.
الجميل أنني كنت أتابع المباراة عبر القناة الإنجليزية، وقد أجمع المعلق ومساعده والاستديو التحليلي على عدم صحة ضربة الجزاء، رغم أنهم جميعًا إنجليز، يضاف لهم المدرب الفرنسي “فينجر”، وقد زاد الأمر جمالًا بتغريدات جماهير “إنجلترا” التي قالت في مجملها: “نحن محظوظون للاستفادة من خطأ الحكم ولم نرغب في التأهل بهذه الطريقة”، والعجيب أن هناك “التماسًا Petition” وقّع عليه حتى كتابة المقال نحو 30 ألف مشجع، يطالبون الاتحاد الأوروبي بإعادة المباراة لقناعتهم بعدم عدالة تأهل “إنجلترا” الذي تحقق من خلال هذا “الخطأ القاتل”.

تغريدة tweet:
هذه المباراة وذلك الخطأ كشفا لي أن “نظرية المؤامرة” موجودة لدى بعض الإعلام والجماهير في الغرب مثلما في وسطنا الرياضي، ومن أغرب تفسيرات المؤمنين بالمؤامرة، أن الاتحاد الأوروبي سهّل الطريق لوصول “إنجلترا” إلى النهائي من خلال لعب المنتخب جميع مبارياته في “ويمبلي”، عدا ربع النهائي كمكافأة لموقف أندية “البريميرليج” الستة التي أفشلت فكرة “دوري السوبر الأوروبي”، بل إنهم يروجون أن ضربة الجزاء غير الصحيحة كانت ردًّا لجميل رئيس الوزراء “بوريس جونسون” الذي وقف بصرامة ضد إقامة “دوري السوبر” ونجاحه في إفشال الفكرة، اكتشفت حينها أن المؤمنين بوجود “نظرية المؤامرة” موجودون في كل مكان رغم اختلاف الثقافات، وعلى منصات العدالة نلتقي.