الغباء موهبة
أم نعمة؟
يقول برنارد شو: “إذا قرأ الغبي، الكثير من الكتب الغبية، فإنه سيتحول إلى غبي خطير ومزعج جدًّا لأنه سيصبح غبيًّا واثقًا من نفسه، وهنا تكمن المشكلة”. والحق أن مثل هذه الحالة هي واقع نعيشه في كل مجالات حياتنا مع بعض المثقفين وأصحاب الرأي والمرجعية.
آينشتاين أيضا كان له رأي في الغباء حينما عرّفه بقوله: “الغباء هو أن تفعل نفس الشيء وبنفس الخطوات ثم تنتظر نتائج مختلفة”. وهو حرفيًّا ما يحدث داخل أروقة أنديتنا ونحن نرى نفس القرارات الإدارية ولسنوات ثم ننتظر التطور والإنجازات والبطولات.
الغباء موهبة، كما يقول إدقار وهو في الأندية الرياضية لدينا مدعوم ويقتات على الذاكرة الضعيفة للبعض من الإعلام والجماهير، ولذلك فذات الأغبياء من يتداولون المناصب كما يتناقلون السلطة وهم من يجدون الحفاوة وفي كل مرة، لإكمال المسيرة الفاشلة سابقًا.
المعلومات التاريخية “مثلا”، في وسطنا الرياضي، يتم تناقلها بغباء ودون الحد الأدنى من التفكير في الأمر الذي يلام عليه من يتعاطاها دون التأكد من صحتها، وليس من أطلقها وهو قاصد لتكريسها، ليصح في من ينقل ما لا يعلم صحته، قول الحمار الذي يحمل أسفارًا.
كتبت “تغريدة” عن التوثيق مستعيرًا ما ذكره الصديق الفرنجي العزيز برنارد شو حول الغباء، جاء فيها أن الكارثة تكمن في أن التوثيق أوكل لمن تسلح بمصادر غبية لهذا التاريخ، فأصبح ما يقوم به من وجهة نظره ومن يؤيده نابعًا عن ثقافة وثقة، وهنا يكمن الخطر.
الاتحاد دوري “واحد”، والأهلي “ثلاثة”، وهلال لديه آسيوية واحدة، ونصر مرشح لم يحقق الأبطال، وعمادةٌ هي اليوم للوحدة وليست لسواه، هذه هي كل محصلة رياضتنا من المعلومات التاريخية والتي يتم تناولها وتدويرها وبشكل يومي في البرامج وعلى لسان كل الجماهير.
قد يكون منها ما هو صحيح فأنا لن أنكرها أو أقر بها كلها، ولكن سوادها الأعظم غبي، ومع كل أسف فهي معلومات متداولة برامجيًّا وبشكل رسمي وهي جريمة معلوماتية لا نجد عليها حسيبًا أو رقيبًا تسببت في إدمان الجمهور بتناولها مع الغداء والعشاء وأيضا الفطور.
الغباء موهبة وربما نعمة يُحسد عليها الأغبياء، لأنه سبب في عزلهم عن التفكير، وما يجب أن يكون أو “لا يكون” فيعيشون في راحة سببها اللا إدراك، وفي وسطنا الرياضي هناك إعلامي ومؤرخ ومشجع ومقدم، شعارهم المحتمل، إن لم تبهرهم بذكائك فاقتلهم بغبائك أيها البطل.