ثلاثي
برمودا
كلنا سمعنا عن “مثلث برمودا”، الذي يحيط به الغموض من القصص التي نسمعها عن اختفاء الطائرات التي تمر به، وقد شاهدنا الكثير من الأفلام والبرامج الوثائقية التي تحاول تفسير سر ذلك المثلث الغامض، ولكن لا يوجد أي غموض في الإنجاز الأقرب إلى الإعجاز الذي حققته “فلورا دافي” بالفوز بأول ميدالية ذهبية أولمبية تحققها جزيرة “برمودا”، كان ذلك في أولمبياد طوكيو 2020 عن سباق “ترايثلون” أو “الثلاثي” فاستحقت التوقف عند “ثلاثي برمودا”.
لمن لا يعرف “الترايثلون”، فهو سباق “ثلاثي” يبدأ بالسباحة لمسافة 1.500م ثم سباق دراجات لمسافة 40 كم، ويليه الجري لمسافة 10 كم، وقد تصدرت “دافي” السباق الثلاثي في مدة ساعة و55 دقيقة و36 ثانية، ومجرد التفكير في طريقة السباق ومسافاته الطويلة يعطي انطباعًا عن صعوبة المنافسة التي تتطلب الكثير من الجهد والتركيز حتى تحقق إنجاز “ثلاثي برمودا”.
“دافي” تبلغ من العمر 33 عامًا، شاركت في الأولمبياد 4 مرات، عانت فيه الكثير من النكسات لعل أشهرها مشاركتها الفاشلة في ريو 2016 حيث احتلت المركز الثامن، لكنها أنهت ذلك العام بالفوز بثلاث بطولات مختلفة في سباق “الثلاثي”، ثم تعرضت عام 2018 لإصابة في الساق حرمتها من المشاركة في معظم السباقات، لكنها عادت بقوة للفوز في “ثلاثي برمودا”.
“برمودا” تلك الجزيرة التي لا يتجاوز تعداد سكانها 67 ألف نسمة، وضعتها “دافي” على خارطة الذهب الأولمبي محققة إنجازًا تفخر به البلاد لدرجة أن رئيس الوزراء “ديفيد بيرت” كتب لها تغريدة قال فيها: “لقد عملت بجدية عالية وجعلت الجزيرة كلها تشعر بالفخر”، ولمثل هذا الإنجاز خصصت هذا المقال مقارنًا بين “مثلث برمودا” وذهبية “ثلاثي برمودا”.
تغريدة tweet:
قصة “دافي” ذكرتني بالرجل الحديدي “وليد الكعيد” ذلك الشاب السعودي الذي حقق إنجاز إنهاء سباق “الرجل الحديدي” الذي يتكون من ثلاث مراحل مثل “الترايثلون” ولكن لمسافات إعجازية حيث يجب قطع 3.8 كم سباحة ثم 180 كم دراجات ثم 42.2 كم جري دون توقف وفي مدة تقل عن 17 ساعة، اكتبوا في محرك البحث “قوقل” عبارة “وليد الكعيد الرجل الحديدي” واستمتعوا بقصة بطل تغيرت حياته عام 2009، لتعلموا أن في بلادنا أبطالًا قادرين على تحقيق الإنجاز والإعجاز، وعلى منصات صناعة الأبطال نلتقي.