كيف نحقق ميداليات أولمبية؟!
عبر نحو خمسين عامًا هي عمر مشاركتنا في الألعاب الأولمبية فشلت اتحاداتنا الرياضية في تحقيق إنجازات أولمبية لافتة، سوى ثلاث ميداليات واحدة قوى واثنتان فروسية، والبقية “حظًا أوفر” حتى مللنا من هذه الكلمة وبتنا نتساءل إلى متى؟!
في الواقع أننا محظوظون لأن الرياضة لدينا تحظى باهتمام غير عادي من القيادة الحكيمة ويصرف على ألعابنا الرياضية بكرم، والمردود للأسف فشل وراء إخفاق، وأعتقد أن الأوان قد آن لأن نضع حدًا لذلك من خلال اتباع الخطوات التصحيحية التالية:
أولًا: نسلّم بأن صناعة أبطال أولمبيين من المفترض أن تكون مشروع دولة تنهض إبّانه اللجنة الأولمبية السعودية بدورها وتشرف بشكل مباشر بالتنسيق مع وزارة التعليم ووزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية على هذا المشروع، والذي يجب ألا ينسف عند تغير الأشخاص، وهي مشكلة نعاني منها، إذ كل ما جاء مسؤول نسف كل ما بدأ به سابقه وبدأ من جديد، فصناعة الأبطال تحتاج إلى عمل تراكمي لا يتوقف لتغير الأشخاص.
ثانيًا: رصد ميزانيات كافية، فصناعة الأبطال تتطلب إنفاقًا عاليًا، ومن الممكن أن تتكفل الشركات الكبرى مثل أرامكو وسابك أو البنوك برعاية اللاعبين الواعدين.
ثالثًا: استبعاد الاتحادات والأندية الرياضية، لأنها أخذت فرصتها كاملة عبر عقود من الزمن وفشلت.
رابعًا: لا يمكن لنا أن ننافس في الألعاب الجماعية أي كرة القدم، أو السلة، أو الطائرة، أو اليد، وبالتالي فليكن التركيز ـ في البداية ـ على الألعاب الفردية، لأنها أقصر الطريق نحو الإنجازات الأولمبية، وتحديدًا الألعاب التي من الممكن أن نبرع فيها مثل القوى والجمباز والجودو وغيرها من الألعاب الفردية.
خامسًا: إحياء الرياضة المدرسية بحيث تكون نواة لاكتشاف الموهوبين وفق أرقام واختبارات محددة.
سادسًا: تشييد خمس قرى أولمبية في جدة والدمام وجيزان وتبوك والرياض يديرها مدربون عالميون متخصصون، بحيث تتلقف الموهوبين من المدارس وترعاهم على مدى 10 أعوام وفق أسس علمية تمتد إلى النظام الاجتماعي والغذائي، إضافة إلى التدريبي حتى يصبحوا أبطالًا.
هذا إذا أردنا أن نصنع أبطالًا وننافس في البطولات الأولمبية والعالمية، أما أن نطلق الكلمات الرنانة كما يحدث عند إخفاقنا في مشاركاتنا الأولمبية وسرعان ما يعتريها النسيان مع مرور الزمان فسنتسمر في إخفاقاتنا.
ـ ألف مبروك تأهل المنتخب المصري الشقيق بقيادة العملاق حجازي بعد الفوز على المنتخب الأسترالي بهدفين نظيفين، كل التوفيق في المرحلة القادمة.