2021-08-08 | 22:25 حوارات

رئيس لجنة الانضباط يكشف أسباب استقالته في حوار موسع مع «الرياضية»
العريني: الأحمد برأ حمد الله

حوار ـ عبد الرحمن مشبب
مشاركة الخبر      

غادر ماجد العريني، رئيس لجنة الانضباط في الاتحاد السعودي لكرة القدم، منصبه بعد أن أمضى عامين وثلاثة أشهر، أصدر خلالها العديد من القرارات، قبل أن يقبل مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم استقالته التي تقدم بها قبل ذلك مرتين.
فضّل العريني - صاحب الـ 17 عامًا خبرة في المحاماة والاستشارات القانونية عدم الظهور الإعلامي طوال فترة رئاسته، وفي أول حوار تحدث عبر “الرياضية”، كاشفًا سبب استقالته وأكثر القضايا تعقيدًا في الدوري. مقترحًا أن تكون هناك مبادرة لتحفيز الروح الرياضية في كرة القدم. واستبعد العريني وجود تدخلات في عمله من اتحاد القدم، ووصفهم بالداعمين له والموفرين لاحتياجاته.
01
لماذا اعتذرت عن الاستمرار في رئاسة لجنة الانضباط على الرغم من عملك المميز وفق رأي العديد من المراقبين؟
في البداية أشكر لك وصف العمل بالمميز، وللتصحيح فهو لم يكن عملي بل عمل منظومة تبدأ بمجلس إدارة الاتحاد، مرورًا بفريق من الاختصاصيين القانونيين المؤهلين، وانتهاء باللجنة كرئيس وأعضاء. أما اعتذاري فهو بسبب ضغط العمل خلال الفترة المقبلة في شركة “وصل” للمحاماة بحكم وظيفتي فيها شريكًا ومديرًا، مما سيؤثر سلبًا على عمل اللجنة.
02
هل هي الظروف نفسها التي قدمت خلالها استقالتك ثلاث مرات في وقت سابق؟
كانت مرتين سابقًا ولأسباب خاصة.
03
ما الأسباب التي جعلتك تعدل عن قرارات استقالات السابقة؟
نزولًا عند رغبة ياسر المسحل رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم.
04
كيف تقيّم عملك خلال فترتك؟
لا أقيم العمل، وإنما المطلعون على عمل اللجنة عن قرب والظروف التي مرت بها وأدواتها كيف كانت وكيف أصبحت هم من يستطيعون تقييم عمل اللجنة.
05
هل شعرت برضا تام عن عملكم من الاتحاد السعودي لكرة القدم؟
ولله الحمد والمنة أشعر برضا تام عن العمل، وقد اتصل بي مسؤولون عدة في الاتحاد وأوضحوا هذا الشيء، إلا أنني أحزن لوضع الروح الرياضية في وسط كرة القدم، والتي أرجو أن تكون هناك مبادرة لتحفيز الروح الرياضية في كرة القدم وتصحيح وضعها، لأنها ستكون رافدًا قويًا لتحقيق المنجزات الوطنية سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات، ويكون ذلك على جميع المستويات سواء على مستوى الأندية والجمهور والإعلام، ودليل ذلك إنجاز الهلال الآسيوي الأخير، عندما كان هناك تحفيز للروح الرياضية على جميع الأصعدة تحقق الإنجاز.
06
ما الإنجاز الذي قدمته وتفتخر فيه أنت وفريق عملك في اللجنة؟
الإنجاز لا يحسب لي وفريق عملي، وإنما يحسب لمنظومة عمل متكاملة مثل ما بينت سابقًا، وهناك خمسة إنجازات أفتخر فيها.
07
هل صحيح أنكم أنهيتم بعض قضايا التنفيذ التي كانت عالقة لأكثر من 5 أعوام؟
نعم، بعضها كان يعود لعام 2016م.
08
كم أصدرت قرارًا انضباطيًا خلال فترة رئاستك؟
أصدرت اللجنة خلال فترة رئاستي أكثر من 700 قرار.
09
وكم قرار تم نقضه من لجنة الاستئناف؟
حسبما أعلم أنها نقضت ثلاثة قرارات.
10
كيف تكون ردة فعلك في القرارات التي تنقض من لجنة الاستئناف. بمعنى هل يدل ذلك على عدم صحة قراراتكم؟
لو لم تكن هناك لجنة استئناف لاقترحت على الاتحاد إنشاؤها من أجل تقويم وتصحيح الأخطاء التي تقع فيها لجنة الانضباط، فالانضباط قائمة على أشخاص يصيبون ويخطئون، ومن حق المتضرر أن يلجأ للجنة عليا لتفصل في ما يراه خطأ من الانضباط.
11
كم عدد القضايا التي تركت اللجنة وما زالت معلقة؟
حسب آخر إحصائية يوجد عدد لا يتجاوز خمسة طلبات تنفيذ جديدة وصلت قبل إجازة عيد الأضحى ولم يتم البت فيها.
12
كيف تدار القضايا في اللجنة.. هل يجتمع جميع الأعضاء “حضوريًا” أو بطريقة أخرى “واتساب، إيميل، عن بعد ”؟
في الغالب اجتماعات افتراضية بسبب جائحة كورونا، إلا جلسات سماع الأقوال في القضايا الكبيرة مثل القضايا المشتملة على اتهام أو تزوير وخلافه فتكون اجتماعات حضورية.
13
وماذا عن القضايا المستعجلة التي لا تحتمل التأخير كيف كنتم تبتّون فيها؟
إذا كانت القضية مستعجلة ولا تحتمل التأخير، وداخلة في اختصاص رئيس اللجنة وفق المادة 94 فإني في الغالب استشير نائب الرئيس وأصدر القرار بناء على المادة بصفتي رئيس اللجنة. أما إذا كانت غير داخلة في اختصاص الرئيس فإنه يتم استعجال الأعضاء في التصويت، وإذا صوت على القرار ثلاثة أعضاء يصدر القرار مباشرة دون انتظار تصويت البقية.
14
بعض الأندية كانت تتذمر من تأخير إصدار القرارات.. هل يعود ذلك إلى كثرة القضايا لديكم..أم قلة عدد موظفي اللجنة.. أم سبب آخر؟
بعض الأندية تتوقع من اللجنة أن تتخذ قرارها بمجرد انتهاء المباراة أو بمجرد تقديم طلبها للجنة إن كانت الحالة شكوى أو طلب تنفيذ، والأمر يحتاج إلى تروٍ في كثير من الحالات وإعطاء الطرف المعني حق الدفاع. وإذا كنت تقصد طلب التنفيذ الخاص بنادي الاتفاق، فقد صدر قرار الغرفة بتاريخ 18ـ1ـ2021م وقدم نادي الاتفاق الطلب للّجنة بتاريخ 1ـ4ـ2021م، وعندما كانت الحالة جاهزة لإصدار القرار، ولأن الطلب كان ضد نادي الاتحاد الذي كان له أمل في الفوز باللقب حيث كان متبقٍ له عدد 5 مباريات تقريبًا في ذلك الوقت، ولعدم التأثير على عدالة المنافسة فضلنا تأخير القرار ليكون بعد انتهاء الدوري مباشرة.
15
هل تُعد قضية خالد البلطان رئيس الشباب وحسين عبد الغني الإداري النصراوي من أكثر القضايا التي مرت عليكم “تعقيدًا” خلال فترة رئاستكم؟
نعم، كانت القضية التي أشرت لها من أكثر القضايا تعقيدًا، وقد تكون أكثر قضية بحاجة لوقت من أجل الاستدلال وسماع الأقوال، لكن الأكثر تعقيدًا كانت قضية اللاعب عبد الرزاق حمد الله مع اللاعب وليد الأحمد، حيث كانت مشابهة لقضية لاعب الكوكب في شكلها، أما في وقائعها وأسانيدها فهي مختلفة، فقضية لاعب الكوكب كان هناك شكوى من اللاعب المتضرر وزاوية الكاميرا واضحة جدًا للمشاهد، أما الحالة الأخرى فقد أقر اللاعب وليد الأحمد أن الحركة عادية، ومما يحدث بين اللاعبين وكانت أسفل الظهر، ولم نجد أي لقطة لدى الناقل الرسمي بخلاف اللقطة المنتشرة في الإعلام.
16
المسابقات السعودية كثيرة وتتضمن مباريات عديدة.. هل ترى أن عدد اللجنة مناسب للكم الهائل من المواجهات والأحداث التي تصاحب الكثير منها؟
اللجنة في السابق كانت بحاجة إلى فريق مختص مساعد لها في أعمال التحقيقات، واليوم لدى اللجنة فريق مؤهل ورائع جدًا وقادر على تحدي ضغط العمل وتداخل المسابقات، وطالما أن أخي بندر الحميداني هو رئيس اللجنة حاليًّا وبمساعدة فريق مؤهل ومتعطش للعمل، أكاد أجزم أن اللجنة الحالية ستكون أفضل لجنة بعد مشيئة الله وتوفيقه.
17
هل كانت هناك تدخلات من اتحاد القدم في القرارات التي كان بعضها مثيرًا للجدل في الوسط الرياضي؟
كان أحد شروط قبولي رئاسة اللجنة عام 2019م ألا يتم التدخل في عمل اللجنة، ولله الحمد والمنة لم يتدخل أحد في أي قرار أو يفرض علينا أي أمر، وإنما كان مجلس الإدارة داعمًا لنا في توفير ما نحتاجه.
18
دارت أحاديث أن بعض رؤساء الأندية طلبوا عدم استمرارك في رئاسة اللجنة في اجتماع مع ياسر المسحل.. هل كان قرار عدم استمرارك قبل الاجتماع مع الأندية؟
كانت تصلني بعض الأخبار من حين لآخر عن امتعاض رئيس نادٍ أو آخر على اللجنة بسبب بعض القرارات، ولم أعرها أي اهتمام لأن اللجنة كانت لديها أهداف تطويرية لتحويل العمل فيها لعمل مؤسسي يساعد على نجاح أي لجنة لاحقة بغض النظر عن الرئيس والأعضاء، ولم يكن همنا الوحيد هو فقط القرارات أو سرعة البت في المواضيع أو مراعاة نادٍ أو آخر.
19
تردد من الاتحاديين أخيرًا بأنكم أصدرتم قرارات بحسم نقاط على فريق الاتحاد على الرغم أنه وردكم ما يفيد السداد.. ما صحة هذا الأمر وبماذا تعلق؟
ما تم تداوله غير صحيح إطلاقًا، ومن أجل التوضيح بتاريخ 26ـ01ـ2021م، ورد خطاب من نادي الاتحاد يفيد فيه أنه تم سداد القرار رقم 595/غ/2021 المتعلق بمستحقات نادي الفيصلي لإعارة اللاعب محمد الثاني، مرفق معه عقد إعارة اللاعب خالد السميري، وبالاطلاع على عقد إعارة خالد السميري لم يكن فيه إشارة لقرار الغرفة أعلاه.
بتاريخ 25ـ03ـ2021م، صدر تعميم من لجنة الانضباط والأخلاق مرفق فيه نموذج تقديم طلبات التنفيذ للّجنة.
بتاريخ 30ـ03ـ2021م، تقدم نادي الفيصلي بطلب تنفيذ القرار رقم 595/غ/2021.
بتاريخ 28ـ04ـ2021م تقدم نادي الفيصلي بخطاب من مركز التحكيم الرياضي السعودي يفيد عدم وجود استئناف على القرار.
بتاريخ 02ـ05ـ2021م ورد رد من نادي الاتحاد على الاستفسار محتواه “سبق إفادتكم أنه تم سداد المبلغ لنادي الفيصلي من خلال إعارة اللاعب خالد السميري بمبلغ 300 ألف، وكان الاتفاق أن يشعركم الأشقاء بنادي الفيصلي بذلك”، وبالرجوع لعقد إعارة اللاعب خالد السميري للتأكد مرة أخرى لم يكن فيه إشارة لقرار الغرفة محل التنفيذ.
بتاريخ 19ـ05ـ2021م ورد خطاب من الرئيس التنفيذي بنادي الفيصلي يطالب فيه بتطبيق العقوبات الواردة بالمادة (85) من اللائحة، لامتناع نادي الاتحاد عن سداد القرار رقم 595/غ/2021.. وإذا لم ينفذ الاتحاد، فالحسم تلقائيا ولا يحتاج إلى صدور قرار.
20
كيف تقيم الردود والدفوع التي تردكم من الأندية في اللجنة من الناحية القانونية؟
- هناك ضعف في الجانب القانوني لدى كثير من الأندية في ردودها مما يعرضها للعقوبات، وبعض الأندية تتقدم بردود ودفوع محكمة تمكنها من إقناع اللجنة بعدم ثبوت المخالفة في مواجهتها. اللجنة لجنة قضائية وتصدر قراراتها بما يتوفر لديها من أدلة وبما يقدمه الخصوم من دفوع، فإذا كان دفع النادي قويًا ومدعمًا بالأدلة والفهم في القوانين الرياضية أو السوابق القضائية كلما زادت إمكانية إقناع اللجنة بصحة موقفه.
21
بعد خبرتك الطويلة في مجال المحاماة لأكثر من 17 عامًا وعملك لأكثر من عامين في اللجنة.. كيف تصف العمل القانوني “الرياضي” في كرة القدم السعودية؟ هل هو صعب أو متعب أو ممتع؟
العمل القانوني بطبيعته متعب لأنه عمل ذهني أكثر منه روتينيًا أو جسديًا ويحتاج إلى الدقة، إلا أن العمل في المجال الرياضي وخصوصًا كرة القدم أكثر تعبًا وإيلامًا لأن الكثير من المتابعين يتعاملون مع الحالات وفق ميولهم، ودليل ذلك أن تجد من يهتف لك اليوم لأنك عاقبت لاعبًا منافسًا يهاجمك غدًا لأنك عاقبت لاعبًا من فريقه، وهذه طبيعة العمل القضائي إجمالًا.