مقتنيات نادرة و5 متاحف في عابدين بعد حكم 8 عقود قصر مصري
يحفظ هدية المؤسس
يفتح قصر عابدين، الذي حكَم مصر ثمانية عقود وزارته “الرياضية” أخيرًا، أبوابه 7 ساعات يوميًا أمام راغبي التعرف على حقبةٍ امتدت من عام 1874 إلى 1952.
يضم القصر، مترامي الأطراف وسط القاهرة، خمسة متاحف وعددًا كبيرًا من المباني العتيقة.
ويحفظ مقتنياتٍ وهدايا نادرةً أُهدِيَت لحكام مصر في العهدين الملكي والجمهوري، ورصدت “الرياضية” بينها حزامًا من الجلد الأسود في صندوق خشبي زجاجي كُتِبت داخله عبارة “هدية من جلالة الملك عبد العزيز آل سعود لجلالة الملك فاروق الأول” مرفقةً بتاريخ 1364 هجري. توافق بداية ذلك العام مطلع عام 1945 ميلادي، الموعد الذي زار فيه الملك فاروق السعودية.
وتغطي حلي نحاسية معظم مساحة الحزام ذي الطابقين، الذي يحتوي وجهه الخارجي على خزائن للطلقات يعلوها العلمين السعودي والمصري القديم.
ويجمع قصر عابدين خمسة متاحف، إحداها حربي، وآخر لمقتنيات أسرة محمد علي، وثالث للوثائق التاريخية، ورابع للفضيات، مع متحف يحمل تسمية “السلام”.
ويعرض المتحف الحربي أسلحةً وقطع حربية متنوعةً، بينها سيفٌ لنابليون بونابرت، حاكم فرنسا الأسبق، وآخرٌ لسليمان الفرنساوي، قائد جيش مصر في عهد الخديوي عباس، وخنجرٌ لإرفين روميل، القائد الألماني العسكري السابق الذي لُقِّبَ بـ “ثعلب الصحراء”.
يدخل الزائرُ القصرَ بتذكرةٍ تتراوح بين 20 و100 جنيه “5 إلى 24 ريالًا سعوديًا”. وتربط وزارة السياحة والآثار المصرية متاحفه على خط زيارة واحد يخترق حدائقه. وتعتبر الوزارة، على موقعها الإلكتروني، القصرَ نواة إنشاء القاهرة الحديثة. فيما تعود تسميته إلى عابدين الأرناؤوطي أحد القادة العسكريين في حقبة محمد علي، حاكم مصر الأسبق وجد الخديوي إسماعيل. كان إسماعيل أمر ببناء القصر في 1863م، العام التالي لبدء حكمه، بدلًا من قصرٍ صغير اشتراه من أسرة عابدين الأرناؤوطي.
وافتُتِحَ القصر الجديد في 1874، قبل عامين على انتهاء عهد إسماعيل، وبلغت مساحته 15 فدانًا مع حدائق بمساحة 19 فدانًا، فيما وصل عدد غرفه إلى 500. وبعد افتتاحه، حُكِمَت مصر منه حتى عام 1952، الذي مهّد لقيام الجمهورية.
ويضم القصر مكتبةً، ومسرحًا فنيًا، وأركانًا أخرى بينها جناح اسمه “البلجيكي” كان مخصصًا لإقامة الضيوف الرسميين وأولُ من سكَنه مسؤول بلجيكي رفيع. وفي 9 إبريل 2016، تفقّد الملك سلمان بن عبد العزيز، خادم الحرمين الشريفين، أثناء زيارته مصر قصر عابدين، وبرفقته عبد الفتاح السيسي، رئيس مصر، وحضرا فيه توقيع اتفاقيات بين البلدين.