مدربون
بجولتين
بعد أن استمتع الجمهور الرياضي في الخليج بالجولتين الأولى والثانية من دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين، جاءت الأخبار تؤكد إقالة كل من مدرب التعاون والاتحاد على خلفية أداء الفريقين مع انطلاق مسابقة الدوري، يضاف إلى ذلك خسارة العميد لنهائي البطولة العربية، والحقيقة أن الوقت مبكر جدًا لمثل هذه القرارات، ويندر أن يحدث بالعالم إقالة “مدربين بجولتين”.
في أوروبا تلتزم الأندية بعقودها مع المدربين، وتكون الإقالة هي الحالة الشاذة عن قاعدة إكمال العقود، وإن حدثت الإقالة في الأندية الأوروبية فإن المدرب لا يقال قبل انقضاء نصف الموسم على أقل تقدير، فالعمل الاحترافي يستوجب إعطاء المدرب الفرصة الكاملة لإثبات صلاحيته لتدريب الفريق من عدمها، فالواقع يقول بأن المدرب قد بدأ الموسم مع الفريق خلال المعسكر الإعدادي الذي يوضح الملامح الأولى لفكر المدرب واستراتيجيته التي تظهر بالمباريات الودية، لذلك يفترض إذا بدأ الموسم أن يكمل جميع المدربين الدور الأول ولا يقال “مدربون بجولتين”.
لقد أصبح قرار إقالة المدربين وإنهاء التعاقد مع النجوم من القرارات المتكررة كثيرًا في كرة القدم السعودية، ولا يخفى عليكم التبعات المالية المترتبة على تلك القرارات التي تكلف خزينة النادي الكثير من المال حين يلزم النادي بدفع الشرط الجزائي الذي لا يقل عما تبقى من رواتب المدرب أو اللاعب حتى نهاية عقده، ولعل برنامج “الكفاءة المالية” جاء ليصحح مسار الإدارة العشوائية ويضبط قراراتها، وآمالنا كبيرة بأن بداية الموسم الحالي الذي شهد صرامة في تطبيق النظام سيكون سببًا في بدء مرحلة جديدة في الإدارة لا تنهي عقد “مدربين بجولتين”.
تغريدة tweet:
تشير الدلائل إلى إقالة المزيد من المدربين في الجولات القادمة، حيث يتوقع أن يقال نصف المدربين قبل انقضاء الدور الأول، فالجماهير تتسرع في أحكامها وتلجأ لوضع الهاشتاقات في تويتر للمطالبة برحيل المدرب، وبكل أسف يركب بعض الإعلاميين الموجة فيضغطون على الإدارة التي ترضخ في الغالب للمطالب الجماهيرية والإعلامية فتقيل المدرب ككبش فداء لتعثر الفريق بداية الموسم، هنا يبرز دور الإدارة في توفير الاستقرار الفني للفريق من خلال الإبقاء على المدرب والنجوم الأجانب، وإلا على النادي أن يتحمل التبعات المالية لإقالة العقود التي تعني تراكم الديون والقضايا، وعلى منصات الحكمة نلتقي.