قلعة مملوكية تستقبل الأجانب بـ 15 ريالا.. وتضم حماما بيزنطيا قايتباي.. حصن سياحي سكندري
يجتاز زائر قلعة قايتباي الحجرية، في الإسكندرية شماليّ مصر، خطّين من الأسوار للوصول إلى القلعة ذاتها “البرج الرئيس”، التي يُقدَّر عمرها، مع سورها الخارجي، بـ 5 قرون ونصف القرن.
وتكفي 60 جنيهًا مصريًا “15 ريالًا سعوديًا” لقطع تذكرة الدخول إلى القلعة، التي زارتها “الرياضية” أخيرًا، والتجوّل فيها حتى موعد إغلاقها، الـ 05:00 مساءً، فيما يقطع المصري تذكرة بنصف المبلغ.
داخل البرج الرئيس، المؤلف من 3 طوابق، شرح لـ “الرياضية” موظفٌ سياحي الاستخدامَ القديم لكل طابقٍ.
وأشار إلى المسجد غير المسقوف الذي يشغل أكثر من نصف مساحة الطابق الأرضي، موضّحا “هنا كانت تُدرَّس المذاهب الفقهية الأربعة، كل مذهبٍ في إيوان”.
تُبيِّن لافتة، على بعد خطوات، أن المسجد المبني على الطراز المملوكي ثاني أقدم مساجد الإسكندرية، علمًا أن القلعة شُيِّدت في 882 هجرية “1477م” بأمرٍ من قايتباي، سلطان المماليك في مصر والشام بين عامي 1468م و1496م، بعدما دمر زالزالٌ فنارَ المدينة.
لاحقًا، بنى قنصوة الغوري، أحد سلاطين المماليك، الأسوار الداخلية للقلعة، كخطٍّ دفاعٍ إضافي طوّره محمد علي، حاكم مصر بين عامي 1805م و1848م، فاتحًا فيه ثكنات للجنود، أصبحت حاليًا مكاتب لموظفين بوزارة السياحة والآثار المصرية، أما السور الخارجي فلم تطله يد الترميم.
في الطابقين العلويين، هناك حجرات أخرى للجنود والقادة، تنوعّت استخداماتها بين عقد الاجتماعات، وتخزين الأسلحة، وسكن الجنود، ومراقبة القادمين من البحر المتوسط، والرمي بالأسلحة عبر فتحاتٍ في الجدران.
وتشير لافتة، في الطابق العلوي، إلى “إيوان السلطان”، وهو غرفة واسعة ذات نافذتين، تطلّ على صحن القلعة وكان قادة الحامية العسكرية يراقبون منها تدريبات الجنود.
يلاصق البرج البحر المتوسط، ويستوعب صحنه مدافع عتيقة، فيما تجاوره، داخل الأسوار، ممراتٍ ساحلية مؤدية إلى الماء، كانت تُستخدَمُ خطّ دفاعٍ خفيّ، وحمَّاما، يعود إلى العهد البيزنطي، يعدّ أحد بقايا فنار الإسكندرية، إحدى عجائب الدنيا السبع القديمة.