اتصال حقق الحلم.. والتلفزيون اقتنع بصعوبة «زكية زكريا»..
نقطة تحول
قاد السعي إلى تجنيب المشاهد الملل صنّاعَ برنامج “الكاميرا الخفية” التلفزيوني المصري، قبل أكثر من عقدين، إلى أكثر شخصياته نجاحًا، وهي “زكية زكريا”، التي واصل بها الفنان الراحل إبراهيم نصر مسيرته مع هذه النوعية من برامج المقالب محققًا انتشارًا واسعًا.
ونجحت السيدة البدينة، التي تبالغ في وضع مساحيق التجميل وتلقي لاحقًا بباروكة شعرها، في حجز مكانها على الشاشة الرمضانية لمدة 3 أعوام، بدءًا من نهاية عقد التسعينيات من القرن الماضي، وتحولت عام 2001 إلى فيلم سينمائي “زكية زكريا في البرلمان”. وبدأ مشوار نصر مع “الكاميرا الخفية” عام 1991م. وكانت حلقاتها تُعرض سنويًّا في شهر رمضان. وفي الموسم الثامن، 1998م، ظهر بشخصية زكية زكريا التي حفرت لنفسها موقعًا في أذهان متابعي الشاشة الرمضانية، ولا تزال عباراتها الفكاهية ماثلةً لديهم، مثل “كشكشها ما تعرضهاش” و”يا نجاتي انفخ البلالين”.
وكانت كاميرا إبراهيم نصر الخفية حلمًا راود بطل البرنامج وشامخ الشندويلي، مؤلف الحلقات، حتى استطاع الأول إقناع المسؤولين بالتلفزيون المصري بفكرته، وسط تخوف آنذاك من تقبل الجمهور للبرنامج معه، خاصةً أنه كان هناك بالفعل برنامج كاميرا خفية يذاع على الشاشة الرمضانية من تقديم الفنانين فؤاد المهندس وإسماعيل يسري وتأليف يوسف معاطي. وقال الشندويلي عندما سُئِل عن البرنامج “كنت أحلم بكتابة برنامج الكاميرا الخفية ومتأكدًا من نجاحه، فالجمهور يحب مشاهدة شخص وقع في مشكلة، لكن لم أكن أعلم كيف سيتحقق ذلك، حتى تلقيت اتصالًا من الفنان إبراهيم نصر، وأخبرني بمقابلة أجراها مع مسؤولي القناة الثانية في التلفزيون المصري، فقلت له هذا أمل تحقق أخيرًا، حتى أنني تواصلت مع سهير الإتربي، رئيسة التلفزيون في ذلك الوقت، وكانت متخوفة ألا يتقبل الجمهور إبراهيم نصر، لكنه بذل مجهودًا لإقناعها، وأنا أخبرتها أن الكاميرا الخفية سينجح 10 أضعاف برنامج عمو فؤاد الذي كتبته لفؤاد المهندس، وبالفعل مع بداية عرض الحلقات حقق نجاحًا مذهلًا، وأتذكر أننا بدأنا الحلقات الأولى دون أي إعلان، ولكن مع نهاية الحلقات كان أكثر من 46 معلنًا تعاقدوا على تقديم إعلاناتهم خلاله”.