الكاتبة السعودية تطالب بحرية الفكر.. وتراهن على الجيل الشاب حليمة:
وحدتي أزعجتهم
رحلة العمر القصيرة، فيها أوراق كثيرة لم تتكشف حتى الآن.. هذه رحلة سريعة من الأسئلة والإجابات، أنتجتها مواقف الدنيا، نضعها كل يوم بعد لقاء أحد الوجوه البارزة في مختلف مجالات العطاء والإبداع.. رحلة لا تتوقف.. وضيفتنا اليوم حليمة مظفر الكاتبة والإعلامية.
بدأت حياتها العملية معلمة لغة عربية في إحدى المدارس الخاصة بمحافظة جدة لمدة عام واحد، ثم عملت محاضرة في قسم اللغة العربية بين عامي 2001ـ2008 بالكلية الجامعية للبنات في القنفذة التابعة لجامعة أم القرى بمنطقة مكة المكرمة.
تولت منصب مسؤولة تحرير مكتب جدة الإقليمي لمجلة سيدتي بين عامي 2008 ـ 2009.
التحقت بصحيفة المدينة كصحافية متعاونة بين عامي 1999ـ 2003.
أعدت وقدمت 3 برامج تلفزيونية، أحدها ثقافي فكري بعنوان “60 دقيقة ثقافة وفن” وبرنامج اجتماعي بعنوان “خارج الإطار” وبرنامج حواري بعنوان”صريح جدًا”.
أشرفت على تنفيذ وإعداد برنامج ثقافي شبابي بعنوان “4 على الخط”.
كانت عضوًا في لجنة تحكيم الأفلام الخليجية ضمن مهرجان جدة الرابع للأفلام السينمائية 2009.
عملت محررة صحافية بالشؤون الثقافية بصحيفة الشرق الأوسط الدولية العربية ومن ثم مسؤولة المكتب النسائي بجدة الذي أسهمت في تأسيسه، بين عامي 2003 حتى 2007.
01ـ08 شخصي
- دون أي مقدمات.. دون أي محسنات أو إضافات.. كيف يمكنك التعريف عن نفسك أمام جمع من الغرباء؟
أكتفي باسمي “حليمة بنت عبد القادر مُظفر”، وفي كثير من الأحيان أجد، ولله الحمد، من يتكفل بأن يُعرفني أمام البقية بكوني كاتبة صحافية مهتمة بالمسرح والإعلام ولديها مؤلفات أدبية، وهذا من فضل الله.
- بعيدًا عن العمل والتحديات المهنية.. ما أعظم إنجازاتكِ الشخصية؟
أعتقد أنها تكمن في المحافظة على إنسانية حليمة مظفر.
- الطبع يغلب التطبع.. أي طباعك التي ما زالت تنتصر عليك وتسقطك بالضربة القاضية؟
الاختلاء بنفسي كثيرًا لممارسة هواياتي واهتماماتي الصغيرة، كالقراءة والكتابة والتفكير، حيث أفضل البقاء وحدي، وهذا الأمر مصدر إزعاج المحبين لي من الأسرة والأصدقاء.
- هل تملكين من المال ما يجعلك آمنة مطمئنة أمام نوائب الدهر.. أم أن هذا المال آخر اهتماماتك؟
الحمد لله على فضله ونعمه التي أحاطني ويكفيني بها، لكن المال ليس سببًا لجعلك مطمئنًا إذا تحول إلى غاية، بل ربما يكون سببًا لقلقك وزوال الطمأنينة، ومهم ألا تتجاوز رؤيتنا له كوسيلة لإسعاد من في حياتي، وهذا ما يجعلني سعيدة.
- الصبي الصغير الذي يتمنى حينما يكبر أن يكون رجلًا ثريًا.. مثل هذا هل تملكين نصيحة ثمينة تهدينها إليه؟
وأنت تسعى إلى جمع المال وتكوين ثروتك لا تنسى إنسانيتك.
- يكذب بعض الناس بكلمات بريئة وطريقة راقية ونوايا طيبة.. هذا النوع من الخداع المؤدب هل تلجئين إليه أحيانًا.. ومع من تفعلينها؟
الكذب هو الكذب، وليس له نوايا طيبة في اعتقادي، ويمكن أن تكون صادقًا بطريقة راقية ومحترمة ودبلوماسية من دون جرح مشاعر أحد، وهذا أفضل من الكذب والخداع بمجاملة.. والكذبة قد تجعل ممن تجامله أضحوكة إذا ما صدقها وعمل بها.
- وضعت جائحة كورونا أوزارها.. تندلع حرب الحديد والنار والموت السريع في أقاصي أوروبا.. ماذا يحدث في هذا العالم؟
هذا ديدن التاريخ البشري بين كل حقبة زمنية وأخرى، والتغيير لا يتوقف لإعادة تشكيل القوى.
- الذين يحشون أكواب القهوة بالسكر.. هل تعدّينهم أكثر الناس سعادةً وذكاءً؟
الحقيقة لست منهم، لكنك جعلتيني أبتسم من سؤالك.
09ـ15 رياضة
- السعودية والمغرب وتونس في المونديال.. وداع مؤلم وجارح للجزائر ومصر.. هل لديك تصور خاص لواقع الكرة العربية؟
متأملة خير ومتفائلة، لكن لا ننسى أن كرة القدم تحتاج إلى لياقة في التفكير كحاجتها إلى لياقة بدنية، ومهم العمل على رفع مستوى اللياقة الفكرية لدى اللاعبين كما لياقتهم الرياضية، وإن شاء الله الفوز حليفهم.
- كل شيء يؤكد أن الدوري السعودي الأفضل والأهم في القارة الآسيوية الكبيرة.. هل نحن بحاجة إلى براهين جديدة لنرسخ هذه الحقيقة.. أم أننا نبالغ في عواطفنا الكروية؟
أكون صريحة، فإن متابعتي للرياضة متواضعة وضعيفة جدًا، لهذا لا أعرف بماذا أجيبك، وأتمنى فعلًا أن يكون الدوري السعودي الأفضل والأهم في آسيا والعالم أيضًا.
- الحروب الباردة بين الأندية.. بين رؤسائها ونجومها وإعلامها وجماهيرها.. كيف نوقفها.. أم ترين أنها ظاهرة رياضية صحية يجب أن تستمر؟
الحروب الباردة، أيًّا كانت، هي وقود وحافز للمنافسة والتفوق، لكن مهم أن تبقى منافسة نزيهة وأخلاقية من دون تجريح أو تعصب وخروج عن الأنظمة.
- تاليسكا وحمد الله وبيريرا وبانيجا.. هؤلاء الأربعة أكثر اللاعبين الأجانب الذين ترددت أسماؤهم الموسم الجاري.. لماذا رافقتهم أجواء الصخب والجدل والآراء المتنافرة؟
أسمع بأسمائهم عادة تتردد، لكني لستُ مهتمة بمعرفة لماذا أو من هم!
- لو منحك “فيفا” الحق في تغيير قانون كرة القدم.. فماذا أنتِ فاعل؟
لا أعرف، ربما أحتاج إلى صديق للإجابة عن هذا السؤال!
- ما فريقك الذي وقعت في أسر محبته.. وما الثمن الذي تطلبينه للتنازل عن هذا العشق؟
منذ صغري ورثت من الأسرة محبّة فريق الأهلي، ولا أظن أن هناك ثمنًا يجعلني أتنازل عن تشجيعه.
- حينما تترقبين هذه الأحداث الرياضية العالمية الكبيرة التي تستضيفها السعودية.. فورمولا وفروسية وجولف وألعاب أخرى.. ماذا يجول في خاطركِ؟
أقول بفرح غامر “عمار يالسعودية” وبإذن الله مزيدًا من الإنجازات العالمية، والله يوفق عبقري الرؤية السعودية ويحفظه سيدي ولي العهد، حفظه الله.
16ـ20 فن وثقافة
- سجل موسم الرياض أرقامًا باهرة في شتى فعالياته.. فنون وأفكار ومبادرات وابتكارات.. كيف تشاهدين الصورة في إطارها الواسع؟
ما يحدث في الأعوام الأخيرة على الصعيد الترفيهي والثقافي والاجتماعي والقانوني والاقتصادي من تطور وازدهار وتقدم بحمد لله وفضله يعجز عنه التعبير كما عجز خيالنا عن تصوره، بظلّ توجيهات سيدي خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله، وسيدي ولي العهد عبقري الرؤية الأمير محمد بن سلمان، حفظه الله، وما يقدمه المستشار تركي آل الشيخ.. يدرك الجميع أنه عمل إبداعي جبار في هيئة الترفيه عبر مواسم السعودية، وبإذن الله الوطن من تقدم إلى تقدم وخير إلى خير.
- هل تكتبين اسمك وبثقة وسط قائمة تتمنى عودة أيام “طاش ما طاش” إلى الشاشة الرمضانية.. أم تعدينه عملًا تلفزيونيًا تجاوزه الزمن وفاته القطار؟
لا لن أفعل، لقد تجاوزه الزمن، لكنه يعد سجلًا تاريخيًا مهمًا في الدراما السعودية لا يمكن محوه من ذاكرة السعوديين الاجتماعية، ومن المؤسف أنك ترين محاولات لإعادته في قوالب درامية جديدة، وهذا الأمر جعل منها تفاهة ومضيعة لوقت المشاهد، لأنها ليست من زمنه وتطور وعيه الحالي.
- في عوالم الفن تظهر كل يوم وجوه جديدة.. أي الأسماء الصاعدة تراهنين على نجاحاتها؟
نايف الظفيري، هبة حسين، إلهام علي، يعقوب فرحان، خالد صقر، سعد عبد العزيز، وفيصل الدوخي على صعيد التمثيل، وعلى صعيد الغناء هناك فنانة سعودية لا تزال في بداياتها هي ريانة السيد، وأعتقد أن صوتها وحسها الفني سيكون علامة، وهؤلاء لهم بصمة إذا حافظوا على تطوير أدائهم بشكل تصاعدي.
- الحب والجريمة والثروة أكثر ثلاثية تتناولها السينما.. هل لديك قضية رابعة ترشحينها للعرض بشكل دائم؟
“حُرية التفكير والفِكر” قضية تُحرج الدراما حتى الآن، لأنها تحتاج إلى وعي عميق في التناول والتشريح.
- فنانتك الفاتنة التي تشكلت معها ذائقتك نحو نجمات السينما.. من هي.. ولماذا هي بالذات؟
فاتن حمامة، لها تأثير عليّ منذ كنت أشاهد أفلامها أبيض وأسود عبر الفضائية المصرية أيام “الإيريل” وأنا طفلة صغيرة، وتتسم بذوق رفيع في التعامل والأناقة واختيار الكلمة في الحديث والهدوء المتزن مع العمق الإنساني.
21ـ30 فكر وحياة
- الفكرة المجهولة التي تتمنين بلورتها على أرض الواقع.. هل جاء الوقت المناسب لتكشفي خفاياها وأسرارها؟
هناك فكرة أعمل عليها في كتاب، لا أعلم متى يمكن أن ينتهي ويخرج للنشر، ربما تكون في إطار سؤالك.
- ما يسمى بزمن الطيبين.. أي شيء تختارين منه لتأخذينه معك في رحلة المستقبل؟
عفوية الحياة، وبساطة التعامل.
- الناس المليئة قلوبهم بكراهيتك.. هل لديك رسالة واثقة تصدمينهم بها؟
شكرًا بعمق لكم على صدق مشاعركم، لأنها حافز لي في الاستمرار للمضي قدمًا.
- الإعلاميون.. قديمهم وحديثهم.. من يعجبكِ منهم.. وماذا ستفعلين لو توليتِ قيادتهم؟
كثيرون لهم بصمتهم، مع حفظ الألقاب، قديمًا ماجد الشبل “رحمه الله”، غالب كامل، وحسين النجار، وحديثًا هناك أسماء كثيرة، وهم: تركي الدخيل، بتال القوس، عمرو أديب، طارق الحميد، مشاري الذايدي، علي العلياني، مفرح الشقيقي، مالك الروقي، سارة الدندراوي، لجين عمران، تهاني الجهني، وتغريد الهويش.
- على رفوف المكتبات ملايين الكتب التي أثرَت عقول البشر.. أي كتاب منها تريدين أن تكوني مؤلفته وصاحبته؟
كتابان وليس كتاب، الأول من التراث وهو كتاب الحيوان الضخم للأديب العربي الجاحظ، فهو من الكتب التي تبهرني وتثير تساؤلي كيف استطاع كتابته بكم المعلومات الهائل في ظل ظروف ذلك الزمن، والكتاب الثاني هو كتاب “دين الفطرة” للفيلسوف جان جاك روسو، حيث يدهشني فيه بساطة أسلوبه مع عمقه الفلسفي.
- عندما يقول لكِ أقرب أصدقائكِ: أهدني عيوبي.. فهل تقولين له نصف الحقيقة أم تتركينه يعيش مع أوهامه؟
ما دام طلب مني ذلك فحتمًا سأخبره بكل الحقيقة، لا نصفها فقط، فصفة الصديق تأتي من الصدق معك، والصدوق هو من يجعلك تسعى لأن تكون أفضل أم المجاملة فلن تتجاوز بها الأوهام وستبقى محلك سر.
- أولئك البشر الذين يوصمون بالمفكرين.. بماذا تتمايز أفكارهم عن سواهم؟
اهتمامهم بتلك التفاصيل الصغيرة والهامشية، وهي التي تنبثق منها الأفكار العظيمة، ولا ننسى تفاحة نيوتن، كل البشر عبر التاريخ يرون التفاح وغيره يسقط من الشجر، لكنه هو فقط من أدرك من سقوطها قانون الجاذبية.
- في هذا العالم المكتظ بخلق الله.. من هو الوحيد الذي تأمنينه على أسرارك وتسندين عليه ذراعك؟
لا أحد، فقط الله سبحانه وتعالى.
- تلك السعادة التي يلهث وراءها كل الناس.. هل تعرّفتِ عليها في حياتكِ.. متى وكيف.. وما مواصفاتها؟
بكل تأكيد، السعادة ليست بالضرورة تتحقق بتوفر المادة كما يتوقع الكثيرون، إنما تتحقق معنويًا بالحصول على الدعم والشكر والتقدير والرضا والرحمة وأعلى درجاتها إحساسك بمشاعر الحبّ، فالحب سبب رئيس لتحقيق سعادتي وسعادة من حولي، فحين أشعر بالحب وأحيط الآخرين به، أكون أكثر الناس سعادة، ويكفي أن الحب يسعى بنا لأن نكون أفضل، وقمة سعادتي تحققت في مرافقتي لوالدي ووالدتي، رحمهما الله، وتنعمي بحبهما وكرمهما.
- الإنسان الذي توقف عن الشغف والحلم والطموح.. كيف يمكننا مساعدته وإعادته إلى الحياة؟
لا أعتقد أن أحدًا يمكن أن يساعده سوى نفسه، لكني سأقول له ما قالته هيلين كيلر، الكاتبة التي تحدت الحياة بقوة: “الحياة إما مغامرة جريئة أو لا شيء”.