الشاعر السعودي يختار حمد الله وبانيجا..
ويطلب إلغاء «VAR» ابن مانع:
المستقبل
يؤذيني
رحلة العمر القصيرة فيها أوراق كثيرة لم تنكشف حتى الآن، هذه رحلة سريعة من الأسئلة والإجابات أنتجتها مواقف الدنيا، نضعها كل يوم بعد لقاء أحد الوجوه البارزة في مختلف مجالات العطاء والإبداع، رحلة لا تتوقف.. وضيفنا اليوم سعيد بن مانع الشاعر السعودي.
01ـ08 شخصي
دون أي مقدمات.. دون أي محسِّنات أو إضافات.. كيف يمكنك التعريف عن نفسك أمام جمع من الغرباء؟
أترك لهم المساحة الكافية ليتعرَّفوا عليَّ بأنفسهم.
بعيدًا عن العمل والتحديات المهنية.. ما أعظم إنجازاتك الشخصية؟
تحطيم الأسوار التي تحول بيني وبين نفسي.
الطبع يغلب التطبُّع.. أي طباعك التي ما زالت تنتصر عليك وتسقطك بالضربة القاضية؟
كثرة التفكير في المستقبل، هذا الأمر يؤذيني كثيرًا.
هل تملك من المال ما يجعلك آمنًا مطمئنًا أمام نوائب الدهر.. أم أن هذا المال آخر اهتماماتك؟
ليس آخر الاهتمامات، لكنه أيضًا ليس أولها.
الصبي الصغير الذي يتمنَّى حينما يكبر أن يكون رجلًا ثريًّا.. مثل هذا هل تملك نصيحةً ثمينةً تهديها إليه؟
اختصرت الأماني يا بُني.
يكذب بعض الناس بكلمات بريئة وطريقة راقية ونوايا طيبة.. هذا النوع من الخداع المؤدب هل تلجأ إليه أحيانًا.. ومع مَن تفعله؟
قد لا أشارك مَن أُحب أفكاري حفظًا للمودة، بل إنني أوافقه أفكاره ليكون بخير ورضا تام.
“ترى بعض التغابي من فنون الذوق = لا صار بمن تحبه؟ قلّة استيعاب”.
وضعت جائحة كورونا أوزارها.. تندلع حرب الحديد والنار والموت السريع في أقاصي أوروبا.. ماذا يحدث في هذا العالم؟
لا يحدث جديد. البشرية تمارس فطرتها في سبيل السلطة، فالشعارات لا تدوم طويلًا، والتاريخ يعيد نفسه ولم يختلف فيه إلا الأدوات والأساليب.
الذين يحشون أكواب القهوة بالسكر.. هل تعدُّهم أكثر الناس سعادةً وذكاءً؟
بل أكثر تعايشًا وتصالحًا مع الحياة.
09ـ15 رياضة
السعودية والمغرب وتونس في المونديال.. وداع مؤلم وجارح للجزائر ومصر.. هل لديك تصوُّر خاص لواقع الكرة العربية؟
لا أهتم عاطفيًّا إلا للمنتخب السعودي، وما دون ذلك فأنا أشاهد المنتخبات المشاركة للمتعة واللعبة الأجمل، ويشدُّني دائمًا المنتخب الهولندي.
كل شيء يؤكد أن الدوري السعودي الأفضل والأهم في القارة الآسيوية الكبيرة.. هل نحن في حاجة إلى براهين جديدة لنرسِّخ هذه الحقيقة.. أم أننا نبالغ في عواطفنا الكروية؟
الدوري السعودي يتجه للأحسن، ويثبت أنه الأفضل فنيًّا في القارة الآسيوية، والبراهين التي نحتاج إليها لإثبات ذلك أمام الملأ تتمثل في التسويق الخارجي، والاستقلالية الرياضية، والاستثمار الواعي، والناقل التلفزيوني اللائق.
الحروب الباردة بين الأندية.. بين رؤسائها ونجومها وإعلامها وجماهيرها.. كيف نوقفها.. أم تراها ظاهرةً رياضيةً صحية، يجب أن تستمر؟
“يأسن الماء إن أطال الركودا”. الحِراك مُفيد.
تاليسكا وحمد الله وبيريرا وبانيجا.. هؤلاء الأربعة أكثر اللاعبين الأجانب الذين تردَّدت أسماؤهم الموسم الجاري.. لماذا رافقتهم أجواء الصخب والجدل والآراء المتنافرة؟
أسماء مهمة، وقيمة مضافة للدوري. أما عن التأثير الفني، فلم يقنعني منهم حتى الآن إلا حمد الله وبانيجا.
لو منحك “فيفا” الحق في تغيير قانون كرة القدم.. فماذا أنت فاعل؟
سألغي تقنية “VAR”، لأنها حرمتنا من مواهب التمثيل.
ما هو فريقك الذي وقعت في أسر محبته.. وما الثمن الذي تطلبه للتنازل عن هذا العشق؟
الهلال طبعًا، وثمن التنازل أن يصوم عن البطولات موسمين متتاليين.
حينما تترقب هذه الأحداث الرياضية العالمية الكبيرة التي تستضيفها السعودية.. فورمولا وفروسية وجولف وألعاب أخرى.. ماذا يجول في خاطرك؟
أرى أن هذا هو مكاننا الطبيعي.
16ـ20 فن وثقافة
سجَّل موسم الرياض أرقامًا باهرة في شتى فعالياته.. فنون وأفكار ومبادرات وابتكارات.. كيف تشاهد أنت الصورة في إطارها الواسع؟
حِراك فني ثقافي ترفيهي من شأنه أن يقودنا لجودة حياة أفضل، ستنعكس إيجابًا على ثقافتنا وإنسانيتنا.
هل تكتب اسمك وبثقة وسط قائمة تتمنى عودة أيام “طاش ما طاش” إلى الشاشة الرمضانية.. أم تعده عملًا تلفزيونيًّا تجاوزه الزمن وفاته القطار؟
“طاش” عمل فريد من نوعه، سبق زمنه بخطوتين، ثم تجاوزه الزمن بعشر خطوات.
في عوالم الفن تظهر كل يوم وجوه جديدة.. أي الأسماء الصاعدة تراهن على نجاحها؟
في عالم التمثيل، أرى في إبراهيم الحجاج، وسعد عبد العزيز، وخيرية أبو لبن الثلاثي السعودي الذي سيتصدَّر المشهد الفني إذا ما استمر على الرتم التصاعدي الجميل نفسه. وفي عالم الغناء أجد زينة عماد فنانةً رائعة، وأتمنى منها التشبُّع بالفن والإرث السعودي الغني، كما تفعل مع المصري.
الحب والجريمة والثروة أكثر ثلاثية تتناولها السينما.. هل لديك قضية رابعة ترشحها للعرض بشكل دائم؟
“ الاستشراف” ظاهرة عالمية ومنتشرة في كل المجتمعات، وتعدُّ مادة درامية دسمة.
فنانتك الفاتنة التي تشكَّلت معها ذائقتك نحو نجمات السينما.. مَن هي.. ولماذا هي بالذات؟
ساندرا بولوك، تأسرني بجمالها وأدائها وتاريخها.
21ـ30 فكر وحياة
الفكرة المجهولة التي تتمنى بلورتها على أرض الواقع.. هل جاء الوقت المناسب لتكشف خفاياها وأسرارها؟
مظلة احترافية، تجمع شعراء النبط، وتجعل منهم نجومًا، تتهافت عليهم شركات الإنتاج والتسويق.
ما يسمَّى بزمن الطيبين.. أي شيء تختار منه لتأخذه معك في رحلة المستقبل؟
لا شيء، فالمقبل دائمًا أفضل.
الناس المليئة قلوبهم بكراهيتك.. هل لديك رسالة واثقة تصدمهم بها؟
رسالتي الوحيدة لهم ولي: إذا امتلأ قلبك بالكراهية لأي إنسان دون أسباب، فلا تضمِّنها في جملة “القبول من الله”، فالله أجل وأسمى من أن يقذف الكراهية في قلوب عباده. قد لا تتفق النفوس، ولا تتلاقى الأرواح، لكن “الكراهية” مرحلةٌ تنمُّ عن مشكلة ذاتية، فكن جريئًا، واعترف بها كي تصلحها.
الإعلاميون.. قديمهم وحديثهم.. مَن يعجبك منهم.. وماذا ستفعل لو تولَّيت قيادتهم؟
يعجبني بتال القوس كثيرًا في “إدارته للحوار”، وإذا كنت في محل القيادة فسأمنعه من “إدارة المشهد”.
على رفوف المكتبات ملايين الكتب التي أثرَت عقول البشر.. أي كتاب منها تريد أن تكون أنت مؤلفه وصاحبه؟
كتاب “الأب الغني والأب الفقير”.
عندما يقول لك أقرب أصدقائك: اهدني عيوبي.. فهل تقول له نصف الحقيقة أم تتركه يعيش مع أوهامه؟
عندما يطلبها، هو يجلد ذاته، ولأنني أحبه، فلن أكون ذلك “السوط”.
أولئك البشر الذين يوصمون بالمفكرين.. بماذا تتمايز أفكارهم عن سواهم؟
بالتجرُّد من العاطفة، واختراق السقف عند التحليق.
في هذا العالم المكتظ بخلق الله.. مَن هو الوحيد الذي تأمنه على أسرارك وتسند عليه ذراعك؟
“وحط السر في قلبك ما هو في البير // بعد يوسف؟ ما عاد البير حق أسرار”.
تلك السعادة التي يلهث وراءها كل الناس.. هل تعرّفت عليها في حياتك.. متى وكيف.. وما مواصفاتها؟
لم أجد سعادةً تضاهي شعور التصالح مع الذات، بعد المال الكثير طبعًا.
الإنسان الذي توقف عن الشغف والحلم والطموح.. كيف يمكننا مساعدته وإعادته إلى الحياة؟
الشغوف والحالم يؤمن بقضية ما، ويعرف هدفه، لذا حتمًا سيعود، أما مَن لا يملك الشغف ويمشي بلا هدف، فهو مَن يحتاج إلى المساعدة للتوقف.