أوقفوا «دلال» اللاعب السعودي
في حسبة بسيطة مع صديق عزيز حول عدد المباريات التي لعبها ليفربول الإنجليزي خلال شهري أبريل ومايو من هذا العام، تبيّن أنها تقارب 17 مباراة، لعبت خلال 45 يومًا بمعدل 3.5 يوم بين المباراتين، الأمر ذاته ينطبق على الكثير من الأندية الأوروبية حتى بات هذا المعدل المتوسط.
الأمر ليس مقتصرا فقط على النادي الإنجليزي، بل هو ديدن المسابقات الأوروبية وفي دول عدة، لكن مع الأسف في المنافسات السعودية الواقع مغاير، فالفارق بين المباريات يقارب ستة أيام، ولا تعرف على ماذا استندت لجنة المسابقات في تحديد المعدل؟ وهل هم أفضل من نظرائهم الأوروبيين؟.
وفي حديث مع أحد الأصدقاء المختصين في التدريب اللياقي والإعداد البدني قبل كتابة المقال وسؤاله، هل في إمكان اللاعب السعودي أن يلعب بمعدل يقارب الأربعة أيام فاصلة بين المباراتين فأجاب بنعم، معللًا ذلك بأن المدربين الأجانب في الأندية السعودية ممن عمل معهم يستغربون المدة الطويلة بين المباراة والأخرى، مشيرًا إلى أن المعدل الأوروبي في الفارق بين المباريات لا يصيب اللاعب المحلي بالإرهاق أو يكون سببًا مباشرًا في الإصابات، مستدلًا على مشاركة الأندية السعودية في البطولة القارية خلال شهر رمضان الماضي ومتوسط الأربعة أيام بين المباريات وظروف الصيام وعلى الرغم من ذلك إلا أن أصوات الشكاوى لم ترتفع.
كما أستدل صديقي المدرب بـ”أيام الصندوق” في الدوري الإنجليزي التي توافق شهر ديسمبر من كل عام، وضغط المباريات الذي يصل إلى ثلاثة أيام، ومعها يرتفع أداء الفرق المتنافسة، مشيرًا إلى أن هذا النظام متبع منذ سنوات طويلة ولو كان ضرره أكثر من نفعه لتم إيقاف الـ”البوكسينج دي”.
اللاعب السعودي يتهم بأنه “مدلل”، ولا يتحمل لعب مباريات في وقت زمني أقل من أسبوع، لكنه اتهام غير صحيح، فسبق أن لعب مباريات كثيرة والفارق بينها أقل من أربعة أيام ولم يهرب أو يعتذر.
كرتنا المحلية تطورت في مجالات عدة، ومن أهم القرارات التي ساهمت في نقلتها الكبيرة زيادة عدد اللاعبين الأجانب وهم من اعتادوا في منافسات بلادهم على اللعب بمعدل زمني بين الأيام أقل من الدوري السعودي، لذا عند تقليص الفارق الزمني لن يكون بالأمر المستغرب عليهم أيضًا.
لجنة المسابقات في الاتحاد السعودي لكرة القدم بحاجة إلى الاستعانة بمختصين لهم من الخبرة العريضة والتجارب الناجحة الكثير، إلى جانب إشراك خبراء في اللياقة البدنية، فاللاعب السعودي حاليًا يفترض ألا يعامل وكأنه “هاوي” في زمن الثمانينيات الميلادية، فكل شيء تغير وتطور إلا الفارق الزمني بين المباريات في دورينا.