2022-06-04 | 23:32 مقالات

المهنية في الحقل الرياضي

مشاركة الخبر      

الكثير من سلبيات الطرح الإعلامي وبعض ردود الفعل التي تظهر على بعض الجماهير واللاعبين والمدربين والمسؤولين الرياضيين، يعود لقلّة المعرفة المهنية والقانونية في تخصصاتهم وفي جوانب الحقل الرياضي بشكل عام. وبالتالي، ينتشر الإيمان بمبدأ المؤامرة الذي بدوره يجعل بعض الطرح الإعلامي بأنواعه يبدو محزنًا وأحيانًا مضحكًا.
وبالتالي، تفرغ ساحة العمل الرياضي في بعض الأندية، في كثير من الأحيان، لمن تكون مهنيتهم ومعرفتهم أقل من الحد الأدنى المطلوب للتعامل مع الظروف التي تتطلبها أدوارهم. وهذا ينطبق على بعض الجهات الإعلامية التي قد لا تجهل الدور المهني الذي يتوجب عليها عمله، ومع ذلك، تتعمد السير في تيّار اللامهنية، تجاوبًا مع ما يطلبه التيّار الأكثر زخمًا، بسبب هيستريا الرغبة بزيادة المتابعين.
الزخم والإثارة هما مطلبان مهمان لأي مجتمع رياضي في العالم، ولكن احترام الوسط الرياضي عن طريق الطرح الإعلامي الصادق والمهني، والذي يستخدم مبدأ الإثارة الإعلامية بطريقة تحترم العقول وأصول المصداقية والمهنية، هو أيضًا مطلب للجيل الحالي والقادم.
التقدم والإنجاز في صناعة الرياضة يتطلب وجود عقول ذات معرفة في هذه الصناعة، وذات بُعد إستراتيجي عميق فيما يخص مسألة التخطيط وتنفيذ الخطط على أرض الواقع، ولكن أيضًا لا يمكننا أن نجسد ذلك على أرض الواقع من دون وجود مجتمع رياضي مثقف مهنيًا وقانونيًا في الأندية والاتحادات بل وفي المنابر الإعلامية المعروفة.
الكثير من ملامح العمل في بعض الأندية بل وفي بعض الطرح الإعلامي، لا يختلف كثيرًا عمّا كنّا نشاهده في الثمانينيات الميلادية “قبل أربعة عقود”! فما زال بعض رؤساء الأندية يتدخل ويتداخل مع تخصصات المدرب والمدير التنفيذي للنادي! وما زال بعض الإداريين يقف على خط الملعب أكثر من المدرب ورغمًا عنه! وما زال اللاعبون وأجهزتهم الفنية والإدارية تتسابق باتجاه الحكم لتحاسبه على قرار “ڤار” أو على قراراته بعد انتهاء المباراة! ولا تزال عقدة المؤامرة تسيطر على الكثير من العقول المتابعة للحركة الرياضية.
ولذلك، من الضروري جدًا أن يتم تفعيل مشروع تثقيفي مستمر، مقرون بآلية صارمة تحث جميع ذوي العلاقة على الالتزام بالأنظمة والقوانين، وبتجهيز منهج تدريبي عالي المستوى، يُدعى لحضوره كل المهتمين في الحركة الرياضية، وتسليم جميع حضور هذا المنهج، شهادات تأهيلية، تجعل لهذه الشهادات قيمًا معرفية ومهنية لحضورها. على الأقل، نستطيع أن نزيد مستوى ثقافة الأقلام التي ستطرح وجهة نظرها لملايين من الجماهير، ويكون طرحها ذا علاقة لحقائق الأمور بناءً على معرفتهم الحقيقة بالأنظمة والقوانين.