رئيسة اللجنة النسائية في المصارعة تكشف صعوبات وعقبات اللعبة أمل:
الأثقال أرهقت ميزانيتي
تخرجت في علوم الحاسبات من جامعة الملك عبد العزيز، ووالدة لشابين “مالك 16 عامًا ويوسف 12 عامًا”، تدرجت من موظفة لمديرة في مجال المال والاستثمار لمدة 14 عامًا، قبل أن تتنازل عن منصبها في 2017 من أجل شغفها.
جذبتها الرياضة بشكل عام في عمر مبكر، و”الكروس فيت” تحديًدا في 2013 عندما تعرفت عليها بواسطة صديقات لها في مدينة دبي، وجدت في المجال ضالتها وتقدمت خطوة بالحصول على شهادة مدرب معتمد 2014، حتى وصلت إلى رئيسة اللجنة النسائية في الاتحاد السعودي للمصارعة. “الرياضية” تحاور أمل باعطية، رئيسة اللجنة النسائية في الاتحاد السعودي للمصارعة.
01
أولًا نبارك لكِ ترؤسكِ اللجنة النسائية في الاتحاد السعودي للمصارعة، كيف تصفين شعوركِ بهذه الثقة؟
شعوري لا يوصف كون الاتحاد السعودي للمصارعة اختارني لتلك المهمة، متمثلًا في رئيسه فهد الفراج وأعضاء مجلس الإدارة، كما أنني أشعر بالفخر الشديد والاعتزاز كوني مصدر ثقة وأهمية، خاصة أن اللجنة النسائية في الاتحاد ستبدأ من الصفر، بمعنى أنني سأكون أحد رواد البدايات.
02
أنتِ المدربة السعودية الأولى لرياضة “الكروس فيت”، حدثينا عن البدايات وكيف كانت؟
البدايات صعبة وغير ميسرة، خاصة أنني تعرفت على رياضة “الكروس فيت” في دبي، وبدأت في ممارستها، لكن لم تكن هناك نوادٍ مخصصة لهذه اللعبة في السعودية، ما شكّل عائقًا لي في البدايات، وتحديدًا قبل أكثر من تسعة أعوام، وبعد أن احترفتها بشكل رسمي استطعت أن أنال شهادة رسمية في هذا المجال، كان التحدي الأكبر الاستمرار في ممارسة هذه اللعبة وترغيب الفتيات فيها، خاصة أن الأمر لم يكن سهلًا على المجتمع آنذاك، ويرى أن رفع الأثقال لا تناسب السيدات، لذا قرَّرت البداية بمجموعات صغيرة لمدة عام كامل.
03
بدأتِ احتراف رياضات الأثقال في وقت صعب، كيف واجهتِ هذه الصعوبات وكيف تغلبتِ عليها؟
من أكثر الصعوبات التي واجهتني هي عدم وجود نوادٍ أو متخصصين في رياضة “الكروس فيت” في السعودية، التي من ضمنها رفع الأثقال، ما اضطرني إلى السفر والتنقل لفترات طويلة لغرض التعلم والتدريب، الأمر الذي أرهق ميزانيتي المالية وحياتي بشكل عام، وفي 2014 بقيت في بريطانيا لمدة شهر كامل حتى أتعلم على يد أحد المدربين طريقة تكنيك رفع الأثقال، لكن الشغف الذي أحمله لهذه الرياضة كان داعمًا لي ومحفزًا.
04
كانت هناك بطولات نسائية متعددة لرفع الأثقال نظمت داخل السعودية وخارجها، ما تقييمكِ لمستوى السعوديات المشاركات فيها؟
جميع البطولات التي جرت تحت مظلة الاتحاد السعودي لرفع الأثقال كانت ناجحة بكل المقاييس، من حيث التنظيم والاستضافات الدولية المثرية، وكذلك مستوى اللاعبات المشاركات، فشهدنا خلال البطولات المتعددة التي نظَّمتها السعودية مستويات مشرفة من اللاعبات واستعدادات جدية جديرة بالاحترام، وبالمناسبة أنا حريصة على المشاركة مستقبلًا في بطولة فوق الـ 35 عامًا، وأطمح إلى تحقيق إنجازات متقدمة في بلدي.
05
من وجهة نظركِ، مَن الأكثر تأثيرًا في مجال المصارعة؟
أحب في هذا السياق أن أذكر اسم سيدة وهي المصارعة التونسية مروة العامري، تعرفت عليها خلال ترأسي اللجنة النسائية للاتحاد أثناء تقديمها دورة تدريبية للسيدات، كانت شخصية رائعة وملهمة، قمة في العطاء والرقي والقوة، وهي البطلة الوحيدة في المجال الحاصلة على ميدالية أولمبية على مستوى إفريقيا.
06
سمي لنا أسماء نسائية سعودية ترين المستقبل باهرا لهن في المصارعة أو رياضات رفع الأثقال؟
للأمانة في المصارعة لا توجد أسماء حتى الآن لحداثة التجربة، وبداية تأسيسها، لكن في مجال رفع الأثقال هناك نماذج رائعة لها مستقبل كبير، إن شاء الله.
07
كم ساعة تتدربين في اليوم وكذلك في الأسبوع؟
التمرين بالنسبة إليّ أسلوب وروتين حياة، وأحرص على التدريب اليومي من 5 إلى 6 أيام أسبوعيًّا عدا الجمعة.
08
تركتِ وظيفتكِ كمديرة استثمار بسبب الكروس فيت، ما القصة؟
في عامي 2017 و2018 تحديدًا، وعندما قررت احتراف وتدريب “الكروس فيت”، رأيت من مجموعات متدرباتي الصغيرة شغفًا كبيرًا في الرياضة، لذا قرَّرت ترك منصبي كمديرة استثمار والتفرغ التام لتنمية وتطوير ونشر هذه الرياضة في أوساط الفتيات ودعمهن بتكريس كامل وقتي للتدريب، خاصة أنني أم لطفلين آنذاك، فوجدت من الصعوبة التركيز بين العمل والتدريب ومسؤولياتي كأم، وعندما وقع الاختيار كان لصالح “الكروس فيت” على حساب وظيفتي التي مكثت فيها 14 عامًا.
09
كم عدد مشاركاتكِ في البطولات خارج وداخل السعودية.. وما الألقاب أو الجوائز التي حصلتِ عليها؟
البطولة الأولى التي شاركت فيها كانت سباق الخمس عقبات في الكويت 2016، وحصلت فيها على المركز الثالث، كما شاركت في سباق 12 كيلو جري في مدينة جدة 2017 وحققت المركز الثاني، وشاركت في بطولة عالمية في فنلندا اسمها العقلة وفزت بالمركز الثالث.
10
ما رأيكِ في النهضة الرياضية التي تشهدها المرأة السعودية بشكل عام؟
على الرغم من حداثة عهد رياضة المرأة في السعودية، إلا أنني أستطيع التأكيد أن السعودية أصبحت منافسًا قويًّا ومتصدرًا ومتفردًا عن العديد من دول العالم ممن لهم باع كبير في المجالات الرياضية المختلفة وممن سبقونا بخطوات كبيرة.
11
ما الذي ينقص رياضة المصارعة ورفع الأثقال النسائية ويحتاج إلى تطوير؟
في مجال المصارعة لا توجد مدربات سعوديات حتى الآن، فالتخصص حديث بكافة تفاصيله، وما زال يحتاج إلى تأسيس كامل ونحن بصدد ذلك، أما فيما يختص بمجال رفع الأثقال للأمانة يوجد نقص كبير أيضًا في المدربات، وعلى الرغم من بروز بطلات في المجال، إلا أنه ما زالت تستعين اللاعبات بالتدريب عبر الإنترنت مع مدربين ومختصين، ونتمنى في المستقبل القريب أن نرى نوادي متخصصة في رفع الأثقال بمدرباتها.
12
من خلال المنصب الجديد، ما الذي ستضيفنه للجنة النسائية في اتحاد المصارعة؟
أسعى من خلال هذا المنصب إلى توجيه رياضة مصارعة السيدات لمساراتها الصحيحة، وجعلها شائعة ومتداولة في الأوساط النسائية، والعمل على نشر التوعية بخصوصها، وأطمح إلى أن تكون لي بصمة قوية ومؤثرة في تأسيس اللجنة بالشكل اللائق، وإضافة قواعد ثابتة ومهمة في مجال المصارعة النسائية، منها استقطاب المدربات وتفعيل النوادي وتحفيز اللاعبات والتطوير المستمر.