ليفاندوفسكي.. أكثر من مجرد صفقة
عندما تشاهد برشلونة الموسم الماضي والموسم الجاري على مستوى “الليجا”، تجد أن هناك فوارق كبيرة في قدرات الفريق في المنافسة على اللقب، فكان المنطقي جدًّا بعد خروج ميسي، أن نشاهد حقيقة المجموعة التي كانت تلعب إلى جانب ميسي سنوات طويلة في برشلونة، لكن كانت دائمًا ما تحقق لقب الدوري، وهي مجموعة لاعبين غير قادرة نهائيًّا على الفوز باللقب دون ميسي.
ومن حسن حظ برشلونة أن “الليجا” لا تملك “توب 6” كما هو الحال في إنجلترا، وإلا كنا سنشاهد برشلونة خارج دوري الأبطال، وهذا الأمر يؤثر على النادي كثيرًا في الجوانب الاقتصادية، وأيضًا الرياضية، حيث إن غياب أرسنال ومانشستر يونايتد عن دوري الأبطال سنوات طويلة، أدى إلى تراجع الفريقين بشكل واضح، وهذا الأمر مؤكد في أوروبا مع عديد من الأندية، منها موناكو ومرسيليا في فرنسا، وميلان والإنتر في إيطاليا.
لكن برشلونة تأهل إلى دوري الأبطال، ونجح بشكل كبير جدًّا في الصيف الماضي في رفع جودة الفريق عبر التعاقد مع ثمانية لاعبين، هم “رافينها ـ ماركوس ألونسو ـ هيكتور بيليرين ـ فرانك كيسي ـ كوندي - ليفاندوفسكي ـ بابلو توري ـ وأندرياس كريستينسن”، ليصبح الفريق جاهزًا وبقوة للمنافسة على لقب الدوري في إسبانيا، لكن من وجهة نظري الشخصية، أرى أن صفقة ليفاندوفسكي أخذت برشلونة إلى مستوى أعلى بكثير من باقي الصفقات، إذ إن اللاعب البولندي نجح وبسرعة في الدخول في أجواء “الليجا” ونادي برشلونة، وأصبح أهم لاعب في برشلونة بالوقت الجاري.
شخصية ليفاندوفسكي القيادية، وخبرته الكبيرة في بايرن ميونخ بالمنافسة على الألقاب، ستساعدان برشلونة بشكل كبير في تجاوز مرحلة الفراغ التي تركها ميسي، ويبدو أنها استمرت موسمًا واحدًا فقط، وانتهت بوصول ليفا إلى برشلونة، إذ إنه لاعبٌ هدَّاف ونجمٌ كبير، يستطيع أن يحمل الضغوط من اللاعبين الشباب، أو الأقل مستوى، وينقذ الفريق في الأيام الصعبة، وهو الأمر الذي كان يفعله ميسي بشكل أسطوري، لكن لم يملك إدارة ذكية في استغلال الموقف في آخر السنوات.
صفقة ليفا، هي ليست مجرد صفقة عابرة، بل هي صفقة نقلت برشلونة من مستوى غير تنافسي إلى مستوى تنافسي على لقب الدوري، وجعلته قادرًا على التطور للعودة إلى الساحة الأوروبية مستقبلًا.