2022-09-23 | 22:38 مقالات

البامية شوّكتني

مشاركة الخبر      

سيّدة ستينية أرملة وفلّاحة من أرياف الشرقية في جمهورية مصر الشقيقة، فقيرة لكن فقرها دون العدم.
عاشت حياتها في المزارع تحصد الثمار- مصطلح الثمار هل يطلق على الفواكه فقط أو كل ما يثمر من الشجر- في أوقاتها كالبامية والقطن والملوخية وتتقاضى أجرًا زهيدًا بالكاد يكفيها قوت يومها وكانت تردد مع أمها وباقي الفلاحات عندما كانت صغيرة الأهازيج الفلاحية ولم تدرك أن صوتها جميل حتى تجاوزت الستين.
فقبل أيام قلائل صوّر لها أحد أبنائها مقطعًا وهي تغني (البامية شوّكتني ولا روحت الغيط) وأنزل المقطع على أحد مواقع التواصل الشهيرة وفي ظرف ساعات قليلة بلغت مشاهداته أرقامًا قياسية فتفاعلت وسائل الإعلام المصرية مع هذه الموهبة ووصل صدى هذا التفاعل الآفاق وزاد من قيمة التفاعل مشاركة مشاهير كثر على رأسهم ملك الكوميديا العربية الفنان القدير عادل إمام الذي أطلق عليها لقب (بلبلة الشرقية).
طبعًا لا تسألوني لم سقت هذه المقدمة وأرجو ألا يسألني أيضًا عنها (مقص الرقيب) لكنني أصنف مثل هذه المواهب بكثير من اللاعبين فالإيطالي (سالفاتوري سكيلاتشي) بزغ نجمه وهو على مشارف الثلاثين وبعد أن خرج من السجن وكان يعمل بإصلاح الدراجات الهوائية وبعد رحلة قصيرة منها وجد نفسه يقود منتخب بلاده في نهائيات كأس العالم 1990 بل ويحصد لقب الهداف رغم خروج منتخب بلاده من الدور نصف النهائي ومع بزوغ نجمه - على كبر- لم يستمر في الملاعب طويلًا وأتوقع نفس المصير ستجده (بلبلة الشرقية).
والسعوديان طلال الجبرين وياسر الطايفي التحقا بمنتخب الوطن قبل مونديال 94 وقدما أداءً مذهلًا لكنهما لم يستمرا معه فترة طويلة وحتى الآن لا أعرف أسباب ذلك
وحاليًا يوجد في صفوف المنتخب لاعب صادته عين الخبير (هيرفي رينارد) وهو الأبهاوي (رياض شراحيلي) وهو يملك خصائص محورية كالطول والقوة الجسدية وقوة التسديد ولربما يكون مفاجأة المنتخب في المونديال في حال عجز المالكي من استعادة مستوياته المبهرة السابقة وهو أيضًا من اكتشافات الداهية الفرنسي.

الهاء الرابعة
روحي وما ملكت يداي فداهُ
وطني الحبيب وهل أحب سواهُ
وطني الذي قد عشت تحت سمائهِ
وهو الذي قد عشت فوق ثراهُ