ببساطة كريستيانو رونالدو أخطأ
لا يمكن لأي شخص عاقل ويتابع كرة القدم منذ فترة طويلة، أن يصنِّف كريستيانو رونالدو لاعبًا عاديًّا، أو لاعبًا ناجحًا فقط في هذا الزمن، فالعاقل يصنِّف رونالدو أسطورةً، أو ظاهرةً كروية لهذا الجيل في اللعبة، بالتالي لا يجب لخطأ واحد منه أن يشكِّل فارقًا، فهو أشبه بقطرة في بحر عظيم.
جميعنا شاهد لقطة رونالدو الشهيرة قبل نهاية المباراة أمام توتنهام ضمن الجولة الـ 12 من “البريميرليج” عندما غادر المهاجم الملعب قبل إطلاق الحكم صافرته، ودون تحية الجماهير، أو اللاعبين، الذين خاضوا مباراةً هي الأفضل لمانشستر يونايتد منذ مدة طويلة، بل يمكن تصنيفها بأفضل مباراة للفريق على “أولد ترافورد” منذ اعتزال السير أليكس فيرجسون تدريبه، وهذا الفعل خطأٌ من لاعب كبير، اعتدنا على أن نشاهده محترفًا في عديد من المواقف التي يتمُّ استفزازه فيها.
رونالدو الموسم الجاري أساء كثيرًا لمانشستر يونايتد ومدربه الجديد تين هاج، وجميعنا يتذكر اعتذار اللاعب الشهير عن عدم خوض المعسكر الصيفي لأسباب، قيل إنها عائلية، لكن في الحقيقة كان خلف هذا التصرف طلبُ انتقال رسمي، جاء لاحقًا لمانشستر يونايتد، الذي تمَّ وضعه في موقف محرج بهذا الفعل من كريستيانو دون توفر بديل مناسب، مع حاجة الفريق إلى صرف أموال في مراكز أخرى! ثم أتى طلب آخر غريب من رونالدو، وهو الرحيل مجانًا، وكأن مانشستر يونايتد لم يدفع قبل عام 20 مليون باوند لشراء عقده من يوفنتوس! كل هذه الأخطاء ارتكبها كريستيانو، لكنها لن تمحي أسطورية اللاعب.
منذ صدور قرار تعيين تين هاج، كان واضحًا لكريستيانو رونالدو أنه لن يدخل خطط المدرب القصيرة والطويلة بسبب أسلوب لعبه الذي لا يتناسب مع رونالدو، وهذا الأمر شاهدناه عندما يلعب أساسيًّا، حيث يظهر الفريق معه بشكل يختلف عن الشكل الذي يظهر به دونه.
رونالدو لن يطيل البقاء في مانشستر يونايتد، وقد يلعب آخر مباراة بقميص الفريق أمام أستون فيلا في الكأس في “أولد ترافورد” الشهر المقبل، ليغادر بعدها النادي، ولن تمحي هذه الفترة الصعبة على رونالدو ومانشستر يونايتد الأيام التي أبهر بها رونالدو العالم في “أولد ترافورد”، وتقديم مانشستر يونايتد جوهرةً غاليةً للعالم، كانت تسمَّى “كريستيانو رونالدو”.