النجم المصري يتحدث عن ثلاثية النجاح.. ويتذكر تفاعل جمهور الرياض الرداد:
«خالد» غيّر جلدي
قدَّم أدوارًا مميزة في السينما والدراما المصرية، ووصف عودته أخيرًا إلى الشاشة الفضية عبر “تحت تهديد السلاح”، بعد غياب دام عامين، بالنقلة النوعية المهمة في مشواره، الذي بدأه قبل أكثر من 20 عامًا، وسار خلاله بخطى محسوبة، مؤكدًا أهمية التجديد والظهور في أكثر من قالب. الفنان المصري حسن الرداد في حواره مع “الرياضية” عبَّر عن سعادته بنجاح فيلمه الأخير، كاشفًا عن كيمياء ربطت بينه وبين شخصية “خالد” التي عدَّها من الشخصيات المحورية في مسيرته الفنية.
01
بدايةً، كيف تقيِّم عودتك إلى السينما بفيلم “تحت تهديد السلاح” بعد غياب دام أكثر من عامين؟
الجمهور دائمًا ما يدعمني في أي عمل، وهو السند الحقيقي لي، لذا أسعدتني ردود أفعاله التي جاءت أكثر من رائعة، ولمستها بشكل شخصي من خلال جولاتي في دور العرض، ووسط الجمهور في الوطن العربي، إضافةً إلى حساباتي في الـ “سوشال ميديا”، وما أفرحني أكثر أن الجميع أكد لي أن دوري مختلفٌ تمامًا عمّا قدمته من قبل، خاصةً أن الفيلم يناقش قضيةً حقيقية، لذا أعدُّه محطةً مهمةً في مشواري.
02
كيف جاءت ردة فعلك عند عرض شخصية “خالد” عليك، وما تصنيفك للعمل؟
عندما بدأت بقراءة السيناريو بشكل عام، وشخصية “خالد” خاصةً، شعرت بأن الدور سيكون بمنزلة تغيير لجلدي الفني، فوافقت عليه، لأنني أحببت أن أفاجئ الجمهور به، فأنا لا أفضِّل أن أحبس نفسي في شكل معين، وأسعى إلى خوض التحديات دائمًا، كما أن أيمن بهجت قمر كتب نصًّا رائعًا جدًّا، وكان حافزًا قويًا لي على قبول الدور. هذا إلى جانب طاقم العمل الذين كانوا على أعلى مستوى سواءً الواقفين أمام الكاميرا أو خلفها.
03
هل ترى أن “خالد” استطاع معالجة المشكلات التي حدثت أثناء غيبوبته، وهل تعتقد أن نجاح مثل هذه المعالجات التي تداعب مشاعر الجمهور مضمون؟
لا يوجد شيء مضمون، ولابد أن تجتهد فيما تقدم، وتؤدي عملك بشكل جيد. مثلًا شخصية “خالد”، لو أنها قُدِّمت في عمل ضعيف، ما كانت لتُعجب الجمهور، فشرط النجاح تقديم عمل متكامل وقوي إخراجًا وكتابةً وتمثيلًا، وهذه ثلاثية نجاح “تحت تهديد السلاح”.
04
هل تمارس طقوسًا معينة أثناء التحضير للشخصيات، وهل يختلف هذا الأمر من فنان لآخر؟
أي فنان ينوي تقديم شخصية معينة، يجب أن يطّلع على تفاصيلها من مصادر عدة، فإضافة إلى السيناريو والملامح المرسومة على الورق، يجب عليه أن يعود إلى مراجع أخرى، مثل المنطقة التي تعيش فيها، والناس الذين يحيطون بها، وهناك نماذج كثيرة في الشارع يمكن الاستعانة بها في طريقة الكلام والحركة وحتى الملابس، لذا يجب أن تعكس الشخصية على الشاشة شكلًا من الواقع حتى تكون قريبة من الجمهور.
05
عملك الأخير هو الثاني لك على التوالي مع المخرج محمد عبد الرحمن حماقي بعد مسلسل “بابلو” في رمضان الماضي، هل هناك كيمياء تجمع بينكما؟
حماقي من المخرجين المتميزين جدًّا، فلديه خطة ورؤية متكاملة تجاه أي عمل، ويوظف كل المصادر المتوافرة لخدمة مشاهده، خاصة الديكور، كما أنه يمتلك القدرة على النفاذ إلى أعماق الممثل النفسية حتى يخرج منه أفضل ما عنده، وأنا سعيدٌ بالعمل معه.
06
“توأم روحي” و”تحت تهديد السلاح” عملان بعيدان عن الكوميديا، هل تعمَّدت الخروج عن المألوف لديك؟
كما سبق وذكرت، أنا أفكر دائمًا في التجديد والتنوع، وإن كان نجاحي جاء من أدوار خفيفة الظل. كنت واثقًا عندما قدمت “توأم روحي” أن الأمر سيكون مختلفًا، وسيصبح من العلامات الفارقة في مشواري، فالفيلم كان بهوية رومانسية عصرية جاذبة، وفيه قدرٌ كبيرٌ من التشويق والحبكة، والحمد لله حصل على قبول الجمهور، وكذلك الأمر بالنسبة إلى ”تحت تهديد السلاح”، الذي حمل أيضًا جرعات من التشويق والأكشن، لكن هذا لا يعني ممانعتي تقديم شخصية شاب خفيف الظل من جديد إذ كان فيها شيء جديد.
07
هناك سؤالٌ يطرح نفسه دائمًا حول المنصات الإلكترونية وتأثيرها على دور العرض السينمائية، كيف يراها حسن الرداد؟
المنصات الإلكترونية أصبحت صيحة عالمية، والجميع يتجه إليها بقوة، بدليل عرض أفلام كبيرة ومهمة حصريًّا فيها حتى أصبحت جزءًا من الصناعة الفنية، ولا يمكن إنكار دورها، ولها جمهورها الخاص، الذي التفَّ حولها خلال جائحة كورونا، ومع ذلك مهما زادت قوتها فلا يمكن أن تكون بديلًا للسينما.
08
ألم تشعر بالقلق عند طرح فيلمك الأخير في الموسم السينمائي الجاري وسط حضور كبير لنجوم السينما فيه؟
أحب أن أركز على عملي فقط، وفكرة المنافسة في حد ذاتها تعجبني، لأنها تصبُّ في صالح الجمهور، إذ يحرص الجميع على التميز والإبداع، وتقديم أفضل ما لديهم، لكن عندما أقدم عملًا لا ألتفت إلى ما يقدمه الآخرون، فأنا أستمتع بما أؤديه، وأهتم بأن أحصل على رضا الجمهور.
09
ماذا عن تجربتك في مسرحيات موسم الرياض، كيف تراها؟
سُعدت بها جدًّا، فالجمهور السعودي تفاعل بإيجابية مع المسرحيتين اللتين قدمتهما في موسم الرياض، وهما “في نص الليل” و”كازانوفا”، وفوجئت بأن التذاكر نفدت بعد 45 دقيقة فقط من طرحها! ولم أخف من الوقوف على خشبة المسرح، فقد كنت متشوقًا لها، خاصة أنني خريج المعهد العالي للفنون المسرحية، وأرى أن العمل على المسرح أسهل من العمل أمام الكاميرا.