مشاركة مشرفة
بمعنى الكلمة
انتهت مشاركة منتخبنا السعودي في نهائيات كأس العالم قطر 2022 بفوز وحيد وخسارتين، وكاد منتخبنا الوطني أن يحقق تأهلًا تاريخيًا كان الجميع في انتظاره، ولكن الحلم الذي عشناه بعد ليلة 22 نوفمبر الخالدة في التاريخ جعلنا نطمع بالمزيد عكس ما كنا نبحث عنه قبل البطولة، واقعنا قبل البطولة يقول إننا نبحث عن مشاركة مشرفة، ولم نفكر ولو للحظة بالتأهل للدور المقبل في اتفاق شبه كامل قبل بداية البطولة من المشجعين والنقاد والإعلاميين.
لذلك من وجهة نظري أن مشاركتنا ناجحة في المعايير التي وضعناها قبل بداية البطولة، ولكن محبطة جدًا بالمعايير التي وضعناها بعد فوز الأرجنتين التاريخي والأداء الكبير أمام المنتخب البولندي، لم نتخيل ولو لمجرد التخيل أن ننتصر على أرجنتين ميسي المرشح للقب، وليس أرجنتينًا عاديًا، ولهذا كان للفوز طعم آخر، هذا الفوز الذي أراه أكبر فوز سعودي في تاريخ كرة القدم السعودية، وقد تطول المدة طويلًا لتحقيقه مجددًا.
هذا الفوز الذي حقق مكتسبات عديدة نقف عند بعضها هنا، الأول هو كسر حاجز الخوف من المباريات الكبيرة التي كانت تلاحق منتخبنا السعودي في الأيام الكبرى، والأمر الثاني هي الصورة الذهنية للاعب السعودي، وهذا أمر مهم جدًا للمدى البعيد، حيث شاهد العالم أجمع كيف التزم اللاعبون السعوديون بتعليمات المدرب، ولعب الفريق كفريق مترابط ومتجانس مستخدمًا مهاراته في الهدف التاريخي لسالم الدوسري، الأمر الثالث هو الجمهور السعودي الذي أصبح حديث كل القنوات والصحف التي تغطي المونديال بخلق أجواء رائعة في الدوحة حتى أصبحت جملة “وير إز ميسي” جملة عالمية يرددها كل المتواجدون بالدوحة.
وفي لقاء بولندا ظهرنا بشكل أكثر من رائع رغم النتيجة السيئة، والتي كانت باتفاق الكل بأنها عكس مجريات المباراة، وقمنا من خلالها بإبراز قيمة لاعبينا الفنية وقدرتهم على التحكم بالكرة، ولأول مرة أشاهد منتخبًا أوروبيًا يعاني وبقوة بامتلاك الكرة أمام منتخب عربي أو آسيوي أو إفريقي، وهذا أمر إيجابي في مواجهة بولندا غفل عنه الكثير بسبب الخسارة المحبطة.
أما الختام فكان أكثر إحباطًا، شعر كل سعودي في ليلة المباراة أن اليوم هو يوم تاريخي، هو يوم للاحتفال، وقد يكون العديد من الجماهير استعدت للاحتفال، ولكن ظهرنا بشكل أقل بكثير من الجولتين الأوليين لأسباب كثيرة، ولكن أبرزها وأهمها من وجهة نظري هو افتقار اللاعبين للرتم العالي.
في الختام شكرًا للاعبين على الحلم الكبير الذي عشناه ولم يتحقق.