التخطيط للاستحقاقات..
العمل في المجال الرياضي، خاصةً في المؤسسات المعنية بالتخطيط المستقبلي، يحتاج إلى كوادر متمرسة، عمليًّا وعلميًّا، للتعامل مع متطلبات الجاهزية للاستحقاقات الرياضية المقبلة، والتخطيط لها بالتعاون مع ذوي العلاقة.
والاستحقاقات الرياضية المقبلة، ليست مناسبات مجهولة التوقيت، بل استحقاقات مجدولة ومعروفة حتى قبل أن يتم تحديد الدولة المستضيفة لها، لذا من البديهي على الدول الراغبة في المشاركة في أي من هذه الاستحقاقات، أن تتهيّأ وتتجهز لها قبل أوانها بسنوات.
وعلى سبيل المثال، نعلم جميعًا أن الأولمبياد الصيفي المقبل سيقام في باريس صيف 2024م، وينظم يليه في لوس أنجليس عام 2028م، بل وحتى الذي يليه، معروفٌ بأنه سيقام في مدينة بريزبين الأسترالية صيف 2032م، أي بعد عشر سنوات، ونعلم جميعًا أيضًا بحكم البديهة، أن هناك أولمبيادًا صيفيًّا سيقام عام 2036م حتى لو لم يتم الإعلان عن المدينة المستضيفة، وهذا أيضًا ينسحب على البطولات العالمية لجميع الاتحادات الرياضية، وطالما أن هذه الاستحقاقات معلومة الوقت، لذا من الضروري أن يكون هناك “مدير مشروع” لكل استحقاق من هذه الاستحقاقات، يعمل على مشروعه منذ وقت مبكر، للتجهيز لملف المشاركة، خاصةً أن اللاعبين الذين من المفترض أنهم سيشاركون في هذه الاستحقاقات موجودون الآن بيننا، أحياءً يُرزقون، وعلى سبيل المثال، اللاعبون الذين من المفترض أن يشاركوا في أولمبياد أستراليا 2032م، (بعد أقل من 10 سنوات)، هم الآن موجودون بيننا بأعمار ما بين 12ـ17 سنة تقريبًا، وأغلبهم له مشاركات مع أندية، بل ومع منتخبات، بالتالي، يتحتَّم على “مدير مشروع ملف أولمبياد 2032م”، أن يضعهم في “رادار” متابعاته للملف الذي يعمل عليه.
مديرو مشروعات الاستحقاقات الرياضية موجودون في جميع الدول المتقدمة رياضيًّا، وعملهم يتمحور حول النقاط الرئيسة التالية:
ـ حصر الاتحادات الراغبة والقادرة على المشاركة في الاستحقاق.
ـ تسلم استراتيجية عمل هذه الاتحادات ومتابعتها.
ـ حصر ورصد الميزانيات اللازمة للمشاركة.
ـ وضع خطة العمل اللوجستية للمشاركة في البلد المضيف.
ـ رفع تقرير نهائي عن المشاركة بعد انتهاء الاستحقاق.
هذا الدور الحيوي، يتطلَّب وجود كوادر سعودية مدرَّبة ومتمرسة على مثل هذا العمل، ويتم دعمها بفرق عمل ذات خبرات مختلفة، سواءً خبرات في الأداء الرياضي العالي، أو في متابعة الاستحقاقات المرحلية للاعبين المستهدفين مع اتحاداتهم، ورصد أرقامهم المرحلية، ناهيك عن الحاجة إلى كوادر متخصصة بالتخطيط المالي وأخرى ذات خبرة قوية في القوانين الرياضية المختلفة، سواءً المتعلقة بالمشاركة نفسها، أو حتى المتعلقة بقوانين الألعاب، وكل ما يخص المنشطات طبعًا.