المسحل أزمة
المعايير المفقودة
يواجه الاتحاد السعودي لكرة القدم ورئيسه ياسر المسحل أزمة ثقة من الشارع الرياضي، لا الهلالي راضٍ عنه ولا النصراوي ولا حتى الاتحادي، أما الأهلاوي فيراه الأكثر فشلًا في التاريخ وسبب هبوطه.
كثيرون يريدونه أن يرحل لأسباب مختلفة، ولكن لا أحد منهم يطرح البديل المناسب الذي يمكن أن يقود الكرة السعودية، والأهم من هذا كله لا يتفقون على سبب رفضهم له.
صحيح أنه لدينا مشكلات كثيرة في اللجان العاملة في الاتحاد السعودي، فالانضباط وغرفة فض المنازعات يعانون من الضعف المستفز، والاحتراف بلا حول ولا قوة، والمسابقات غائبة عن المشهد، أما “الحكام” فهي شبه ميتة، كلها تعاني من الضعف، وأزمات لم تنجح في تجاوزها، ولكن أمام هذا كله، ما هو معيار النجاح الذي يمكن أن نحكم بناءً عليه على مدى نجاح الاتحاد السعودي من عدمه، بالتأكيد ليس من يحقق اللقب المحلي، في نهاية المطاف لا يهم أن يفوز الهلال أو النصر أو الاتحاد بالدوري إذا ما سار وفق اللوائح والقوانين، الأهم في تصوري هو نتائج الكرة السعودية خارجيًّا، المنتخب السعودي خلال السنوات الأربع الماضية تأهل إلى كأس العالم وحقق فوزًا باهرًا على الأرجنتين، منتخب الشباب فاز بكأس آسيا، المنتخب الأولمبي بلغ الأولمبياد وحقق بطولة غرب آسيا، كلها إنجازات كبيرة تحققت في عهد إدارة المسحل.
حسنًا، إذًا لماذا هناك شكوك كبيرة حوله؟ ورفض لفكرة استمراره؟ ببساطة هي النظرة الموغلة في المحلية، إذا فاز فريقي فالاتحاد يعمل بشكل جيد، إذا خسر فهناك مؤامرة ولوبي يسيطر على اللجان.
لا أقول إن العمل الذي قدَّمه المسحل وفريقه كان جيدًا، ولكن في نهاية المطاف اللجان القانونية هي المسؤولة عن كل ما يحدث في الشارع الرياضي من جدل، لا يستطيع الاتحاد السعودي أن يتحكم في لجة الانضباط أو فض المنازعات وبقية اللجان القضائية، لأنها تخضع مباشرة لسيطرة الجمعية العمومية للاتحاد وهي مشكلة من الأندية، إذًا المتسبب في ما يحدث هي الأندية التي لا تقوم بعملها بشكل جيد، باتت تتعامل مع الصوت العالي، ولكن بدلًا من اللجوء لتصحيح الخلل من جذوره عبر الجمعية العمومية فضلت بعض الأندية اللجوء للمغردين والإعلاميين، وكثير منهم لا يفهم من الإعلام إلا اسمه، لتأجيج الشارع الرياضي عبر تويتر والبرامج، لتوجه الشارع الرياضي، استمرار هذا لن يأتي بنتيجة، قد يرحل المسحل كغيره ولكن الوضع لن يتغير.