صندوق
التنمية الرياضية..
قبل أكثر من ست سنوات، وتحديدًا في شهر نوفمبر من عام 2016، أقرَّ مجلس الشؤون الاقتصادية تأسيس “صندوق التنمية الرياضية” على غرار الصناديق التنموية الأخرى، الزراعي والصناعي والعقاري، وغيرها.
وبالتأكيد، كان هذا القرار تاريخيًّا لمستقبل الرياضة في المملكة، سواءً للممارسين العاديين، أو الهواة، وحتى المحترفين وأنديتهم، وتمَّ تشكيل لجنة إشرافية آنذاك لمتابعة تأسيس هذا الصندوق.
شخصيًّا، ولضعف متابعتي، لا أعرف إن كان صندوق التنمية الرياضية قد توزَّعت مهامه وتخصُّصاته التنموية على جهات تمويلية تنموية أخرى، مثل بنك التنمية الاجتماعية، وصندوق التنمية الوطني، وبنك المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وصندوق الفعاليات الاستثماري، “لأنها جميعًا تقدم دعمًا، يسهم أيضًا في تنمية الحراك الرياضي ومشروعاته بشكل واضح”، لكن قد لا ينتبه بعض المتخصّصين في المشروعات الرياضية لهذا الأمر، وقد يظن بعضهم، “وأنا منهم”، أن صندوق التنمية الرياضية لا يزال تحت مرحلة التأسيس. المشروعات الرياضية عامةً، والتابعة للقطاع الخاص بشكل خاص “التي قد تشمل موضوع خصخصة الأندية الرياضية”، تحتاج إلى جهة تأخذ بيد التوجُّه والبحت في التنمية الرياضية بوصفها صناعةً مستقلةً، لذا من الضروري، بمكان وزمان، أن تكون هناك جهةٌ متخصِّصة في المشروعات الرياضية، توحِّد جهود جميع الجهات التمويلية والداعمة، وتكون الدليل الذي يدلُّ المستثمرين في المجال الرياضي لأفضل جهة تمويلية، أو داعمة لمشروعاتهم.
ليس من الضروري أن يكون لصندوق التنمية الرياضية ميزانية تمويل للمشروعات الرياضية “مع أن ذلك لو حدث سيكون أفضل” طالما أن الميزانيات التمويلية مرصودة لدى الصناديق الأخرى ذات العلاقة، لكن على أقل تقدير، سيستطيع المستثمر الرياضي أن يجد جهةً تساعده لمعرفة الطريق الصحيح والمختصر لمشروعه، وتفادي الدخول في تفاصيل كثيرة قد تجعله يلغي فكرة مشروعه من الأساس.
صناعة الرياضة لا تزدهر في أي بلد كان إلا بيد القطاع الخاص، سواءً فيما يخصُّ المشروعات، أو حتى ما يخصُّ نشر ممارسة الرياضة، الذي من شأنه أن يزيد عدد النخب الرياضية التي تحقق الإنجازات الرياضية الوطنية، ويسهم بشكل مباشر في خفض فاتورة الرعاية الصحية التي تكلِّف الدولة عشرات بل ومئات المليارات. شخصيًّا، لا أرى بصيص أمل لخصخصة الأندية السعودية إلا بوجود صندوق تنموي رياضي موحَّد ذي استراتيجية واضحة، وبمؤشرات أداء أوضح، يشرف عليه رياضيون ذوو خبرات كبيرة في تنفيذ المشروعات التنموية والاستثمارية، ينظرون للرياضة على أنها أداة حيوية لجودة حياة الإنسان في السعودية، وما جاورها من دول. في الرياضة، حققنا الكثير، ويمكننا أن نحقق أكثر بإذن الله.