قضية الأهلي
أتابع أجواء كرة القدم منذ سنوات طويلة، وخرجت بقناعة لن تتزحزح، مفادها أن أسوأ ما في اللعبة هم نقادها، على طريقة آفة الأخبار رواتها..
فطوال اليومين الماضيين وهناك حرب مستعرة، طرفاها ما يمكن تسميتهما مجازًا بإعلام الأهلي وإعلام الهلال، والسبب قرار “فيفا” بمعاقبة الأهلي فترتي تسجيل على خلفية قضايا مالية، الأمر الذي احتفل فيه النقاد المنتمين للأزرق، واعتبروه بمثابة انتصار لما تعرض له فريقهم على إثر قضية كنو الشهيرة، كون وليد معاذ رئيس الأهلي الحالي كانت له الأيادي الطولى في هندسة العقوبة الهلالية وتوقيتها، بحسب ما يراه الهلاليون.. ثم توالت الردود الأهلاوية التي غاصت في مسلك واحد تمثل في فضائل الأهلي على الهلال وتأسيسه وتاريخه.
لك أن تتخيل أن فريقًا محليًّا يعاقب دوليًّا، فيرقص أضداده فرحًا (وهذا أمر قد يبدو طبيعيًّا ومعتادًا) ثم يرد أنصار الفريق المعاقب بأن رجالهم ساهموا بطريقة مباشرة في صناعة فريق خصومهم الشامتين.. وهذا كلام نقاد رياضيين أمضوا نصف حياتهم، والناس تعتبرهم شخصيات إعلامية تستطيع التعامل مع كل أحداث الرياضة بتعقل واتزان.. للأسف لا يحتاجون لقضية دولية لتتكشف سوءتهم وحقيقتهم.. ربما أنا واحد من الذين كانوا ينتظرون هذه القضية ليغلق باب الأمل على تغير هذه العقول وإلى الأبد.