ليس من أجل هذا
يا رونالدو!
فاز الهلال، وخسر النصر، هذا أمر طبيعي، حدث مرارًا وتكرارًا في المواسم الخمسة الماضية، حتى لم يعد للديربي من اسمه الكثير بعد أن بات كعب الهلال عاليًا بقوة وفوز النصر كان هو ما سيكون حدثًا غير طبيعي. المباراة سارت زرقاء في كل لحظاتها من البداية بتسديدة ماريجا، وحتى النهاية بكعب سالم، لدرجة أن النصراويين انتظروا 56 دقيقة ليهددوا مرمى المعيوف “حرفيًا” للمرة الأولى، حينها كان الهلال متقدمًا بهدفين.
انتهى الديربي، ولكن صخبه لن ينتهي بسهولة.
لجنة الانضباط الآن أمام تحدٍّ جديد، وأيضًا مع البرازيلي أندرسون تاليسكا، لاعب النصر الذي كان يستحق الطرد مرتين، بعد أن مارس كل أنواع الخشونة من ضرب بالمرفق، ودعس على الركبة بحق مدافع الهلال محمد جحفلي. لا شك أن في لوائح الاحتراف ما يمنحها حق التدخل، فكما وصفت سقوط البرازيلي كارلوس إدواردو لاعب الهلال السابق بأنه “دعس وحشي”، سيكون من غير العدل وصف دعس تاليسكا بغير ذلك! فقد يقول قائل إن الحكم منحه بطاقة صفراء، فعلًا ولكن هل الحكم كان منصفًا، أربعى محللي تحكيم قالوا بلا، بالتالي يجب مراجعة الحالة من قبل دائرة الحكام، استشارتها، لأن مثل هذه التصرفات الرعناء يجب ألا تمر دون عقاب، وإلا سنجد من يكررها، عندها لا تستطيع اللجنة عقابه.
دعك من تاليسكا، فيمكن أن تجد اللجنة لها مبررًا، ولو واهيًا، أما ما فعله البرتغالي كريستيانو رونالدو تجاه الجماهير فأمر يصعب تبريره، أمام هذه الحركة التي لا يمكن وصفها بأي محاولة لإيجاد مبرر أو عذر ستكون واهية، ولا معنى لها. الحركة التي تحدثت عنها مواقع وسائل إعلام أجنبية لم تكن جديدة على “الدون” فعلها قبل ذلك في أكثر من مناسبة، ولكن الفارق هو أنه في بلادنا، مثل هذه الأمور أكثر استنكارًا، وليس لأجله تم التعاقد معه بمبالغ مهولة. بالتأكيد أن لجنة الانضباط في وضع لا تُحسد عليه، إما أن تتحرك وتطبق اللوائح وتتحمل كل ما سيصيبها من صداع، أو أن تتجاوز عن الأمر كما فعلت في مرات سابقة، ولكن في كل مرة تغض الطرف عن تصرفات خارجة، تتضاعف المخالفات وتتجاوز الخطوط.
مشكلة “الانضباط” أنها منحت نفسها حق البحث عن مخرج لمن يخطئ، مع أن هذا ليس دورها، منذ أن بحثت عن مخرج للاتحاد الذي فشل في سداد مستحقات القادسية المتأخرة وبات مستحقًا لخصم الثلاث نقاط في الموسم قبل الماضي، والأمور واضحة، نحن أمام لجنة تخاف من الضجيج، وتبحث عن مخرج.