الثنائية الفاشلة في النصر
غادر فريق النصر الأول لكرة القدم كأس خادم الحرمين الشريفين من أمام الوحدة بشكل غير متوقع، وصادم، أي من يقول إن الوحدة كان يملك فرصة لإزاحة نصر الدون لن يكون صادقًا مع نفسه.
كل الدلائل كانت تقول عكس ذلك.
بعد المباراة، تحول رئيس النادي مسلي آل معمر لكيس ملاكمة يتحمل النقد والهجوم وكأنه من أهدر الفرص أمام المرمى.
حسنًا يتحمل رئيس النادي جزءًا لا يستهان به من المسؤولية ولكن ليس جلها، بسبب إبعاده للمدرب الفرنسي رودي جارسيا دون توفر البديل الجاهز لخلافته، ولكن في تصوري تتمثل المشكلة الحقيقة في فشل ثنائية كريستيانو - تاليسكا، كل منهما قوة ضاربة في خط الهجوم، ولكن ليس معًا.
لنعد إلى الوراء قليلًا، جل الأهداف التي سجلها تاليسكا هذا الموسم كانت قبل قدوم رونالدو، وبعده قلت حصيلته التهديفية بشكل مزعج، الأهداف السبعة التي سجلها رونالدو في مباراتين، كانت أثناء غياب تاليسكا، بغض النظر عن أسباب هذا الغياب.
المشكلة التي يعاني منها النصر هي ذاتها التي يعاني منها باريس سان جيرمان، بسبب فشل ثنائية ميسي ومبابي.
كريستيانو وتاليسكا يؤديان ذات الدور، ويرغب كل منهما أن يكون اللاعب المهيمن، كان تاليسكا كذلك قبل قدوم الدون، والآن مطلوب منه أن يتنازل، ويقدم الكرات لرونالدو، ومن يعرف شخصية تاليسكا، وطريقه لعبه يعرف أن هذا لن يحدث بسهولة، ولكي يتم ذلك النصر كان محتاجًا لاستمرار جارسيا أو مدرب بقوة شخصيته، ولكن مع مدرب فئات سنية، ومؤقت لن يحدث هذا.
ذات المشكلة حدثت أثناء وجود عبد الرزاق حمد الله مع النصر، وتسببت في خروج الفريق من المنافسة على لقب الدوري، ولم يتحرر تاليسكا إلا بعد رحيل حمد الله، وقبل أن يلتقط أنفاسه، تفاجأ بأن رونالدو بكل ما يملكه من اسم وقيمة فنية عالية بات هو الماعز في النصر، وأن على أحدهما أن يتراجع خطوة للوراء.
الكل يعلم أن رونالدو لن يفعل ذلك، وإلا لما ترك المان يونايتد من الأصل، وتاليسكا الذي تم تمديد عقه قبل أشهر، ليس أقل عنادًا من الدون، حتى وأن كان أقل شهرة منه.
السؤال الذي يطرح نفسه، هل على مدرب النصر أن يختار بين الاثنين؟ ربما، ولكن يمكن أن يصل المدرب لطريقة لعب يستفيد بها من النجمين، داخل أرض الملعب، ليس شرطًا أن يكون الفريق برأس واحدة، تمامًا كما يحدث في الهلال، إيجالو موجود ولكن ماريجا وسالم وميشيل أيضًا موجودين، والكل يلعب لمصلحة الفريق، هذا هو الدرس الذي يحتاج النصراويون تعلمه.