مانشيني
والقميص الأزرق
لا حكم على روبرتو مانشيني، ولا على المنتخب السعودي من حيث فرص نجاحهما، في العمل معًا، إلا إذا توفرت شروط الحكم في بعضها المتوفر، وليس البعض الآخر المفقود.
مانشيني افتقد القميص الأزرق الإيطالي، وهو الآن يتلمس الطريق للوصول إلى عمق المنتخب السعودي، صاحب التاريخ والمواهب والنجوم، وهي رحلة قد تطول إذ لم يجد “الكم” من العناصر في “المتوفر” الذين يمكن من خلالهم استخلاص “الكيف” أما “المفقود” سيظل إلى حين.
ومسألة “المتوفر” و”المفقود” هي حالة عامة، تعيشها الأندية والمنتخبات في العالم، والاختلاف فقط في مقدار الاقتناع والإقرار بها، فإذا كان يمكن للأندية سد كل النواقص بالجودة والخبرات المطلوبة من خارج النادي أو البلد هذا “مفقود” في المنتخبات، لكن البعض لا يريد مراعاته عند التقييم أو حالة المطالبات بمستوى الأداء والنتائج.
الجانب الذي يجب أن يكون “غير مهم” ولا قيمة له يتمثل في نوعية من الجمهور والإعلام الذين يتابعون المنتخب في حالتين فقط الأولى عند إعلان القائمة ليقولوا أنها افتقدت لفلان، ولماذا اختير علان، والحالة الثانية هم الذين يسجلون اسمًا آخر من لمس الكرة من اللاعبين قبل اهتزاز شباك المنتخب، بغرض استلامه في حملة تعنيف، والجانبان كلاهما ضحايا لفكرة “كم لاعب من نادينا وناديهم” في الملعب.
فرصة صناعة منتخب قبل يناير المقبل، موعد منافسات أمم آسيا قائمة، إلا أن الفكرة يجب أن تلمع أولًا في رأس مانشيني، فهو معني بأن يتوصل إلى العناصر الرئيسة والبديلة بما تحتاجه المهمة، في ظروف عدم مشاركة الكثير منهم في مباريات الدوري الدقائق المطلوبة، لضمان جاهزيتهم أو لبروز غيرهم، وهي مسألة مربكة لمن يريد التوصل إلى أفضل طريقة لعب أو أسلوب تكتيكي.
إعطاء المدرب مانشيني المساحة الكاملة للتحرك، وترتيب أوراقه بعيدًا عن ضغوط الأندية أو الجمهور والإعلام أهم من استرضائهم الذي لن يُدرك، إن السماح للعب 8 لاعبين غير سعوديين مع كل ناد يجيز عقلًا عمل البرنامج التحضيري بالفترة والمكان والعناصر الذين يمكن لهم خدمة المنتخب، من خلال رؤية مانشيني وحماية اتحاد الكرة.