رئيس
ولا يتدخل
من أكبر الأخطاء التي يقع أو وقع فيها رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم الحالي أو السابقون عندما يصرحون بأنهم لا يتدخلون في اللجان، معتقدين بهذا أنهم يبرئون أنفسهم من أي قرارات تصدر من اللجان.
من وجهة نظري أن هذا التصريح هو أكبر شائبة تشوب عمل الرئيس، فإن كان الرئيس لا يتدخل في عمل اللجان فما الفائدة من وجوده أصلًا؟ وما هو العمل الذي يقوم به؟ فالمنصب ليس صوريًّا أو شرفيًّا ليكون دوره فقط تسليم الكؤوس أو الميداليات، أو افتتاح المناسبات، بل هو منصب فيه من العمل التنفيذي الكثير والإبداعي أكثر.
وحتى لا يُفهم كلامي خطأ، فالتدخل الذي أقصده هنا هو متابعة العمل وانتظامه وانضباطه وتطويره وتقييمه إلخ، حتى ما يسمى باللجان القضائية التي يهرب من قراراتها المسؤولون يمكن التدخل فيها من خلال التحقق والتأكد من الإجراءات، وأيضًا تسريع القرارات، فمن غير المعقول أن يكون رئيس الاتحاد مثلنا يعلم بالقرارات من خلال وسائل الإعلام، كما يذكر بعضهم!. لو تحدثنا مثلًا عن لجنة الحكام وما يحدث فيها فالتعاقد مع خبراء أجانب ليس كافيًا ما لم تتابعهم وتحاسبهم. منذ متى ولم نشاهد حكمًا سعوديًّا جديدًا مميزًا؟ منذ متى ونفس الحكام السعوديين موجودون رغم ضعف مستوياتهم؟ بل إنه كان هناك حكام استبشرنا بهم خيرًا وتراجعت مستوياتهم، حتى الحكام الأجانب نجد سوءًا كبيرًا في اختيارهم، أليس هذا كله بحاجة إلى تدخل؟
اللجان القضائية وتأخرها في القرارات أليس بحاجة إلى تدخل؟ لجنة المسابقات وتوقيت المباريات وعدم مراعاة أوقات الصلاة، وتزامن مباريات مهمة تجعل الجماهير والنقاد مشتتين أليس كل ذلك بحاجة إلى تدخل؟ وكما ذكرت في مقال سابق عندما نرى الأمين العام يرافق المنتخب حتى في المباريات الودية وآخرها في الجوائز الآسيوية ومعه رئيس لجنة المسابقات! فلا نستغرب تلك الملاحظات الآنفة الذكر.
أستطيع أن أكيل المديح للاتحاد السعودي لكرة القدم وأتغاضى عمّا ذكرت وقتها سأكون مضللًا لهم ولا أتمنى لهم النجاح، ولكم أن تتخيلوا أنه لو تم العمل بما ذكرت فكيف سيتطور العمل وتنجح المنظومة، وهذا ما نتمناه لكرة القدم السعودية، فليس كل من يمدحك يحبك، وفتش عن سبب مدحه!.