ما قبل
2034 م
إعلان جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، إقامة كأس العالم 2034م في السعودية أكسبنا مباشرة جزءًا مما يمكن تحققه بعد استكمال إجراءات حق التنظيم، وربما حتى بعد الانتهاء من التنظيم وكمواطن أنظر إلى ما بين الإعلان وانطلاقة المونديال باهتمام بالغ، لأن بلادي في السنوات العشر الفاصلة بين الإعلان والافتتاح سينجز من المشاريع ما كان يمكن إنجازه في أضعاف هذه السنوات العشر.
ودون أن أتواضع، فإن بلادي كانت تستهدف رقمًا عالميًّا في مؤشرات التنمية قبل فكرة تنظيم المونديال، الذي دخل في أجندة الفعاليات العالمية الهامة في الرياضة وغيرها من المجالات التي تستهدفها رؤية 2030، إلا أن متطلبات “كراسة” المونديال ستعجل بإنجاز بعض المشاريع، التي تبدأ بمتطلبات “وقتية” لفائدة المونديال وحضوره وتنتهي باستدامة ذات نفع عام، وربما من مصادر زيادة الناتج الوطني ليتجاوز الرقم المستهدف، إذ يمكن اعتبار المونديال على أهميته مجرد محفز وساعة ضبط.
إن الإرادة السياسية التي كانت وراء كل ما تحقق مما كان الاعتقاد أنه مستحيل أو يحتاج لعقود، هي نفسها التي لا يمكن أن تسمح بالمساس بجهود من أوكلتهم بتنفيذ المهام للوصول لتحقيق الأهداف، وبالتالي فإن المرحلة تتطلب تغييرًا في لغة الخطاب وتنقيته من بعض “المفردات” أو “التوصيف” الذي يملأ فضاء “الإعلام” ومنصات “السوشال ميديا” بقصد التشكيك، في “التوجه والقرار” أو الانتقاص “من المكانة والإمكانية” فقط نصرة لنادٍ، أو مصلحة أو فكرة.
أرى أن هذه المرحلة تحتاج أيضًا لخطة “إعلامية” إطارية، تحيط بالإعلام دعمًا ومراقبة وتترك التفاصيل لوسائله وممتهنيه، لكن برسالة وهدف متفق عليه والتعجيل بفرزه نظاميًّا لتصحيحه، فالتخطيط والعمل للوصول إلى 2034 لا يمكن له أن يقتصر على البناء والتشييد وتوفير المال، بل ستكون كل أجهزة الدولة ذات الاختصاص مسؤولة عن المساهمة بالقدر، الذي يجعل كل استحقاقات تنظيم المونديال في أعلى درجات الجهوزية.