انعطافة
حادة
إيلون ماسك يكشف عن روبوت الذكاء الاصطناعي (غروك) قائلًا إنه أذكى من تشات جي بي تي. الروبوت الجديد يعتمد على بيانات منصة (x) ولديه قدرة الإجابة على الأسئلة، وذكي في ردوده، ولن تستطيع إحراجه مهما كانت صعوبة أسئلتك.
هكذا وُصف القادم الجديد (غروك) سبق ووقع ماسك على عريضة للحد من تطور الذكاء الاصطناعي، ونبه في لقاء مع رئيس الوزراء البريطاني من خطر تنامي هذا الذكاء للحد الذي لن يستطيع فيه الإنسان من السيطرة عليه في يوم من الأيام، ثم علق لاحقًا بأنه يعلم بأن لا طائل من توقيع أي عريضة للحد من تنامي قدرات الذكاء الاصطناعي، لأن لا أحد سيلتزم بها، ولن ألوم ماسك لعدم التزامه بالعريضة، لأن الجميع يعلم بأن الآخرين الذي وقعوا لن يلتزموا بها. عدم التزام الشركات المصنّعة بالتوقف عن تطوير الذكاء الاصطناعي سببه مادي بحت، لأنه مشروع تجاري يدر الأرباح (السهلة) ولا يكلف تصنيع روبوتات الذكاء إلا القليل، لكنها تدر أموالًا خيالية. بمعنى أقرب.. فلوس من غير تعب! الآن و(للأسف) وبمبلغ صغير شهريًا تستطيع الاستعانة برسام الذكاء الاصطناعي، ومبرمج الذكاء الاصطناعي، وموسيقي الذكاء الاصطناعي، ومهندس الذكاء الاصطناعي، وطباخ الذكاء الاصطناعي، ومذيع الذكاء الاصطناعي، وأديب الذكاء الاصطناعي، أقول (للأسف) لأن هذه الخدمات ستسلب من أشخاصها الحقيقيين اللذين سيصبح الذكاء الاصطناعي بديلًا عنهم دون التفكير في أثر ذلك عليهم، والأمر إلى غاية الآن في بداياته، لكنه يتوسع بسرعة في تقليص المهن البشرية. قبل ثلاثة أشهر طلبت من إحدى منصات الذكاء أن تكتب قصة عن رجل يعيش في كوخ أعلى الجبل، وخلال ثوان كتب القصة، ثم طلبت أن يكتب أكثر فكتب، راح يصف منظر الغيوم وألوانها المبشرة بالمطر، والمساحات الخضراء التي تحيط بالكوخ من كل جانب. لم تكن القصة التي كتبها سيئة. كانت تجربة مدهشة لي، لكنها أشعرتني بأن حياتنا تتغير أو أنها تغيرت فعلًا. المؤكد أننا نعيش انعطافة حادة ستأخذنا إلى عصر جديد، عصر أشبه بما قبل 30 عامًا عند انتشار الإنترنت، ومثلما نعتمد اليوم على الإنترنت في الكثير من شؤون حياتنا سنعتمد بعد سنوات على الذكاء الاصطناعي في الكثير من شؤون حياتنا، وسيحل بديلًا عن أشياء كنا نعتقد ألّا بديل لها.