الحقيقة الضائعة وسط ألف كذبة
مرارًا وتكرارًا حذرنا وحذر كثيرون من حالة الانفلات الإعلامي، التي باتت السمة السائدة التي تصاحب البرامج الرياضية، ومقالات الكثير من الكتاب، والأسوأ في ظهورهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلا ما ندر ورحم ربي.
منذ دخول الإعلاميين إلى برامج التواصل والتعصب بدأ تزداد حدته، وتنعكس على الجماهير والباحثين عن الشهرة، وأسرى الرتويت والتفاعل، ومع قرار منصة إكس مشاركة المغردين في الأرباح، باتت الأمور خارجة عن السيطرة، ويستلزم تدخلًا عاجلًا، لإعادة الأمور إلى نصابها، فالمنشور المسيء هو ما يحقق مشاهدات أعلى ومن ثم أرباحًا أكثر.
للأسف، من يروّج لهذه الممارسات غير المنضبطة، ويروج لأصحابها، قنوات رسمية، تستضيفهم، وتظهرهم نقادًا، وهم أبعد ما يكونون عن ذلك.
قد يتفهم الشارع الرياضي، ما يقوله لاعب أو ناقد رياضي، من رأي شاطح، ففي نهاية الأمر رأيه وهو حر فيه، قد نستغرب ولكن في نهاية المطاف لم يسىء لأحد، ولكن في كثير من الحالات يتجاوز الأمر الآراء ويصل للتشكيك والدخول في الذمم والإساءة المتعمدة لدرجة أن بعضهم بات معروفًا لدى جهات التحقيق لكثرة إسقاطاته غير المهنية.
في المجال الإعلامي المحترف، لا مكان لفاقد المصداقية ومن اشتهر بالكذب والتدليس. ولكن للأسف قنواتنا الرسمية لا تهتم بذلك. وتفتح بابها لكل مسيء ومدلس ليتحدث ويكذب ويسيء، وفي حساباته الشخصية ما يندى له الجبين من إسقاطات وانحدار مرعب في القيم.
نحن أمام نهضة رياضية عظيمة وطموح يصل للعالمية ولكي تحقق المرجو منها لابد أن يصاحبها إعلام محترف ومحترم. ذو مصداقية وإلا سيجروننا للوراء. أو على الأقل سيكبلون أرجل التطور.
ليت لجان اتحاد الكرة تتعلم من لجنة الحكام في الاتحاد الإنجليزي التي سارعت خلال أقل من ساعتين لتظهر ببيان واضح اعترفت فيه بالخطأ الذي وقع في مباراة توتنهام وليفربول وحرم الأخير من هدف صحيح، وقطعت الطريق على المرتزقة، للأسف تحدث لدينا كوارث تحكيمية ولسان حال اللجان. لنسكت حتى ينسوا، وكيف ينسون وهناك من يستغل ذلك للترويج لألف كذبة وكذبة، حتى ضاعت الحقيقة.