ديربي الدفاع يفوزك!
جوووووووول.. جوووووول.. جووووول.. هذا “ينط” ويقفز للسماء، فريقه سجل الهدف “طاير من الفرح”، والآخر حزين، انكمش بجسده على “الكنبة” متحسرًا على سوء أداء فريقه!
لحظة.. لحظة.. ما الذي يحدث؟!
الحكم يضع يده على أذنه، يسمع الحكم المساعد في غرفة “VAR” يقول له: “تعال شوف الشاشة يوجد شك في الهدف”. يا الله، أي صمت في المدرَّج، وأي أيادٍ مرفوعة للسماء، وأي لاعبين يركضون خلف الحكم ليغيِّر قراره، أو يتمسَّك به. “خلاص” انتهت الحكاية، الهدف ملغى.. ما هذا؟! في غمضة عين، السعيد أصبح تعيسًا، والحزين أصبح مبتهجًا. أي سلطة تملكها هذه المستديرة “كرة القدم”؟! هي تملك كل هذه القوة في التحكم بمشاعر الجماهير، وإذا أردت أن تعرف حجم تأثيرها في مزاج عشاقها، فاسأل مَن تعرف من جماهير الهلال والنصر: ماذا تتوقع، مَن سيفوز اليوم في “الديربي”؟ ضع يدك على قلبه، واسمع نبضاته، وكأنه في غابة، يركض خلفه أسدٌ ليفترسه.
مهما كانت ثقتك في فريقك، في مباريات مثل “ديربي” اليوم عندما تكون المستويات الفنية متقاربة بين الفريقين، لا يمكن أن تشعر بالثقة. لا تخدع نفسك المباراة “مرَّة صعبة” على الفريقين. على الورق، الهلال أفضل من النصر، ويملك ميزةً كبيرةً قد تلعب لصالح الزعيم بشكل كبير اليوم، وهي القوة الدفاعية، وحراسة المرمى.
مقولةٌ للزميل سعود الصرامي: “كنا نقول الهلال ما ينهزم، الهلال اليوم ما عاد يسجل فيه أهداف”.
مبارياتٌ كثيرة، والشباك الزرقاء نظيفة، حارس مرمى قوي، المغربي ياسين بونو، وخط دفاع متناغم حتى أصبح من الصعب أن تهز شباك الهلال.
لا يبقى إلا أن أقول:
في لغة كرة القدم القوةُ الدفاعية طريقك للفوز في المباريات. قد يرى بعضهم أن القوة الهجومية لا تقل أهميةً عنها، لكن لا قيمة لأن تسجل هدفًا، والطريق إلى مرماك سالكٌ دون عقبات! تهتزُّ شباكك في نصف فرصة. النصر قوي هجوميًّا، لكن عنده مشكلاتٌ كثيرةٌ في المناطق الخلفية، وحتى هذه اللحظة عجز مدربه عن معالجة الخلل الدفاعي، والارتباك، وعدم الانسجام في المنظومة الدفاعية. قد يستغل الهلال الخلل في “الديربي”، خاصةً في ظل امتلاكه قوة هجومية من لاعبين في المقدمة، يسجلون بكل الطرق.