من هو
صغير الرياض؟
مباراة مختلفة عن كل ما سبق، ديربي بمتابعة عالمية، صراع على اللقب، وصراع آخر على الشعبية وكسب الجماهير الأجنبية قبل المحلية.
الخوف من الخسارة هو الهاجس الأكبر في هذا اللقاء، فالهلال يرغب في الفوز، ولكنه يخاف الخسارة، والنصر يريد النقاط الثلاث لتقليل الفارق، ولكن أكبر مخاوفه الخسارة وتحول النقاط الأربع إلى سبع سمان، ثم الدخول في دوامة “قلنا لكم”.
أرى أن التعادل أقرب النتائج، فعندما تكون المباراة بهذه الأهمية فإن التعادل يُبقي الحال على ما هو عليه.
في وسط الحديث بحماس عن الدوري وكريستيانو وميتروفيتش وماني وسافيتش وكولوبالي وبونو وبروزفيتش ولابورت وسالم وسلطان وبقية النجوم يظهر خطاب إعلامي عفى عليه الزمن، يذكرنا بأفلام الأبيض والأسود.
“صغير الرياض”، و”الحكم صديق رونالدو”، و”لن يحسب للنصر بلنتي”.
طرح مالح بلا ملامح، طرح قديم بلا عنوان، ولا يتناسب مع الزمان والمكان.
من أي منطق يمكن للهلال أن يكون “صغير الرياض”، وهو بطل القارة أربع مرات، ووصيف العالم، من أي كهف قدمنا لندعي أن النصر “صغير الرياض”، وهو من شارك في كأس العالم للأندية، وفاز بكأس الكؤوس الآسيوية، ومنافس دائم على الدوري، ويلعب له كريستيانو رونالدو، ولعب له ماجد عبد الله.
أما قصة صديق الحكم والتشكيك في نزاهة التحكيم، وغيرها من قصص الخيال والخبال، فإنها تبين عقلية “شيء ما.. يدور في الخفاء”، فكل خاسر سيصرخ بغضب في وجه الحكم، وكل فاشل سيدعي المظلومية.. متلازمة أزلية.
أتمنى أن نشاهد المباراة لنستمتع بالأجواء الساحرة والجماهير والنجوم التي تم استقطابها لتنشر الإبداع والفرح والسحر في ملاعبنا، أتمنى ألّا نشاهد المباراة لتصيد أخطاء الحكم، وملاحقة “الفار”، وترصد حركات وسكنات النجوم.
ستكون مباراة رائعة داخل الملعب، وأجزم بأن الجماهير خارج المملكة سُتغرم بها، وستنتهي بتعادل أو فوز على أي حال، ولكن هذا لا يعني أبدًا فناء الوجود.. هناك دائمًا مباراة قادمة.