كلام
ويك إند
ـ سبق وكتبت عن التحولات الحاصلة في أيام الإجازة، نحن الذين نحب كرة القدم، أو نحن الذين أصبحنا نشاهد مباريات هذا الموسم أكثر. أصبحت مشاهدة مباريات الدوري من ثوابت الإجازة، وهذا لا يعني بأننا لم نكن نتابع المباريات سابقًا في أيام الإجازة، لكن الفارق هذا الموسم بأننا أصبحنا ننتظر الإجازة لمتابعة المباريات.
بعد ساعتين من كتابتي للمقال ينطلق الديربي الشهير عربيًا بين الهلال والنصر، هذه المرة المباراة متابعة عالميًا. وأرجو أن لا يقال لي ولماذا ذكرت الهلال قبل النصر؟ حسنًا: النصر والهلال. أعرف بأن هناك من ينظر للأمور على هذا النحو. هذه المباراة مع كامل محبتي وتقديري للتاريخ الكبير للفريقين قد تكون الأغنى فنيًا لما تضمه من لاعبين عالميين كبار بشكل غير مسبوق، وحسب علمي بأن قيمة اللاعبين المالية هي الأعلى في تاريخ الفريقين. يصعب توقع النتيجة، لكنها نقاطها مهمة جدًا، والفوز في هذه المباراة تحديدًا يمنح الفائز دفعة معنوية كبيرة، وقد تعطينًا مبكرًا اسم الفريق الأقرب لنيل اللقب.
ـ أجلس في المقهى بانتظار من كان زميل عمل يومًا ما. كان مؤلفًا موسيقيًا ومنفذًا لأنواع مختلفة من الأعمال الصوتية. طوال سنوات لم نشاهده في خصومة مع أحد، لم نسمعه يشتكي من ضغط عمل أو من سوء معاملة، كان لا يبخل إذا تطلب العمل أن يزيد ساعة أو ساعتين من العمل، هادئًا في كلامه لكنه نشيط، وأظن بأن الجميع كانوا يحبونه، حتى ذاك النوع من الذين لا يحبون إلا أنفسهم أعتقد بأنهم كسروا القاعدة معه وأحبوه. في إحدى الليالي وكان ينفذ لي عملًا تسجيليًا امتدحت عمله وأخلاقه، فسمعت منه ما بقي في ذاكرتي إلى اليوم، وأتذكر مما قاله بأنه رجل محظوظ كونه يعمل في المحطة، ويحصل على راتب شهري ثابت، ويحظى بزملاء يحترمونه ويقدرونه، وأن وجوده هنا تطور كبير في حياته لم ينس يومًا أهميته، بعد أن كان يعمل في أقسى الأعمال وأصعبها، وأن العمل هنا مهما اشتدت ضغوطاته لا تعد شيئًا يذكر أمام قساوة العمل الذي عمل فيه سابقًا. فهمت منه أنه عمل في البناء وفي ورشة تصليح سيارات، وعامل في مطعم لا تفرغ مقاعده. كان مكافحًا لكن ما أعجبني فيه أنه كان واعيًا لما وصل إليه، ويعرف حاليًا أهمية المكان الذي يعمل فيه فلم يصيب الغرور نفسه، ولم تنس ذاكرته صعوبات ماضيه.
ـ مثل صيني: قد يفشل الذكي والمحظوظ، لكن المثابر لا يفشل أبدًا.