من ديربي القرن للشرق الأوسط
يبدو أن التسميات الفخمة لمواجهات الهلال والنصر تغري الهلاليين أكثر للفوز بنتيجتها، كما حدث في نصف نهائي دوري أبطال آسيا “ديربي القرن” كما أطلقوا عليه ثم ها هو “ديربي الشرق الأوسط” يلحق به، فهل كانت تلك أسباب كافية أم أن الأمر لا يتجاوز مباراة عادة ما تجمع غريمين يفوز بها الأفضل؟.
قد يكون شحن الجمهور ومحاولة جعل مباراة نصف آسيا مفصلية في تاريخ مواجهات الفريقين، الهدف منه تصفير عداد المواجهات والتخلص من نتائجها وأن ما بعدها لن يكون كما كان قبلها، لاعتقاد من نفخ في بالونه المباراة لتصبح “ديربي القرن” أن “ناديه” فائز لا محالة، بدليل أن أحداثها طويت بعد الخسارة وتم تناسي ما قيل عن تأثيرها.
أما تسمية “ديربي الشرق الأوسط” التي انتهت بفوز هلالي عريض، فقد كان توصيفًا مطابقًا لواقع ما كان يملكه الفريقان من نجوم عالميين وللدوري السعودي الذي بات يصنف إعلاميًا وجماهيريًا، بالدوري الأقوى والأهم في منطقة الشرق الأوسط ومن العشرة الأوائل عالميًا، وفي الحالين لم تكن مواجهات الهلال والنصر طوال تاريخها بعيدة عن الإثارة والتشويق والأحداث والأهمية.
ثلاثية الهلال لم تكن تعكس مجرى سير المباراة، كان يمكن أن تنتهي بفوز أحدهما بهدف وحيد أو أن يخرج الفريقان بالتعادل لكن دراما الدقائق الأخيرة هي السر الذي تحتفظ به مواجهاتهما، كما أنها الزاد الذي يعيش عليه التنافس ويكبر ومن يرسم وشم لا يمحى في جسد تنافسهما لا يمكن تجاهله، وبالتالي لا “ديربي” دون وقائع داخل وخارج النص، هذا لا يحدث حتى للطلبة على مقاعد فصل دراسي يحمل فيه المعلم عصاه.
الهلال قطع نصف مشوار اللقب بفارق السبع نقاط لأقرب منافسيه، ومثل ما هو سهل التقليص بتساقط نقاطه واندفاع المنافسين باتجاه صدارته تبقى مسؤولية الهلاليين أنفسهم في إجادة لعبة “الجمع والطرح” النقطي الذي يمكنهم من الوصول إلى هدفهم، كما هي مسؤولية بقية الفرق التي عليها عدم الاستسلام الذي شعاره لا تفريط في نقطة.