وبعدين معك
يا بليهي!
في نادي الهلال ثقافة، تتلخص في أنه يختار نوعية لاعبيه دون أن يجتهد في البحث عنهم، وأي مشجع يستطيع أن يميّز لاعبيه من الوهلة الأولى، ومن أهم صفاتهم الانضباط في الملعب وخارجه والتحلي بالأخلاق الرياضية والعامة ولو حدث عكس ذلك فإن إدارة النادي سرعان ما تعاقب اللاعب وتعيده إلى صوابه، لا عجب فالهلال مدرسة ثقافية واجتماعية ورياضية ليست عبارة تكتب لكنها حقيقة.
في السنوات الأخيرة تغلب لاعب هلالي على تلك المبادئ الراسخة وهز ثوابتها وزعزع أركانها، هو علي البليهي فأصبح ظاهرة ليس لقبًا كرونالدو البرازيلي، ولكنها سلبية لم يستطع صناع القرار في النادي السيطرة عليها والحد من تجاوزاتها المتكررة.
البليهي أصبح يسكن الترند أكثر من منزله، وعندما تفتش عن السبب لا تجده قدّم مستوى مميزًا أو سجَّل هدفًا حاسمًا أو أنقذ مرمى فريقه من أهداف محققة، ولكن “أسمع جعجعة ولا أرى طحينًا”، فإما يكون قد ارتكب تصرفات استفزازية بحق نجم كبير فهو يدرك بأن الأضواء تلاحقهم فيرتكب تصرفات “غير رياضية” لجعل الضوء يتجه له، لكنه لا يعرف بأن ضوءهم صادر من نجوميتهم، لكن الضوء الذي يلاحقه هو وقتي ويختفي أسرع من سكب الماء على الصخرة الملساء.
ليست الملاعب فقط الأرض الخصبة لتصرفات البليهي الخارجة عن مفهوم كرة القدم، لكن أيضًا حتى خارج الملعب يستمر في إحراج ناديه وزملائه اللاعبين بارتكابه تجاوزات في “السوشال ميديا” لا علاقة لها بكرة القدم.
أدرك بأن البليهي لم ينشأ في مدرسة الهلال الكروية ومن الصعب أن يتعلم منها في هذا العمر لكن على الأقل أن يبتعد عن تصرفات “مزعجة”، يباركها ثلة من الجمهور المتعصب والكثير من الصحافيين الموالين للهلال وجعلوا منه أسطورة.. لكن على ماذا؟ هل بسبب مستواه الفني أو موهبته؟ طبعًا الإجابة لا.. بسبب خروجه عن النص وركزة علم أو استفزاز جمهور أو اللاعبين العالميين المنافسين..
تصرفات البليهي أضحت تضرّ بسمعة نادٍ يعد مثالًا في الانضباط والعمل الاحترافي وعلى إدارة النادي بقيادة فهد المفرج وهو البروفيسور في الأدب والأخلاق الرياضية أن يضع حدًا لتصرفات البليهي المزعجة وظاهرة “العربجة”.