اعقل
يا بليهي
“أنا حر طالما النظام والمسؤولين عني راضين بذلك”. بهذه العبارة قد يُجيبك نجم الدفاع الهلالي علي البليهي حول استفزازه للاعبين.
وصفه بعض الإعلاميين والجماهير بصفات كثيرة، منها المسيء، ومنها ما هو على سبيل المديح، فالمحبون له وللهلال، يصفونه بالمبدع الذكي المستفز، الذي يُخرج المنافسين عن طورهم، بينما يصفه غير المحبين له بأوصاف من الأفضل عدم ذكرها هنا، وأنه ينقل صورةً غير جيدة عن الكرة السعودية.
قارنه بعضهم بالنجم الكبير حسين عبد الغني، وأعتقد أن الفرق كبيرٌ، فحسين كان الطرف الذي يغضب ويفقد ثباته الانفعالي داخل الملعب، فيتعرَّض للطرد والإيقاف، فكما كان معروفًا عنه أنه لا يرضى بالهزيمة، بينما البليهي وبكل برود، يخطط متعمدًا استفزاز لاعبين بعينهم! وذهب بعضهم إلى أن البليهي لم يكن ليفعل ذلك لو لم يكن في الهلال مَن يحميه، على حد قولهم، مستدلين بأنه لم يكن كذلك عندما كان في النهضة والفتح. نعم، شاهدنا كثيرًا من اللاعبين وقد تطوَّر مستواهم بعد انتقالهم إلى أندية جماهيرية، وأصبحوا أكثر جرأةً، فهل الأندية الجماهيرية تحمي لاعبيها أكثر من الأخرى؟ وهل الحكام، أو المسؤولون، يفكرون كثيرًا قبل اتخاذ قرارات تجاه لاعبي هذه الأندية؟ كنا نلعب أمام أحد الفرق الجماهيرية، فقام أحد لاعبي هذا الفريق بالتلفُّظ على الحكم بـ “كلمات خارجة”، فأدار الحكم وجهه وكأنه لم يسمع، وكنت وقتها الكابتن لفريقي الوحدة، فقلت له: “اسمع إيش يقول”. فأعطاني أنا البطاقة الصفراء!
من وجهة نظري، البليهي مدافعٌ مميزٌ، فمهما تغيَّر المدربون في الهلال والمنتخب، يبقى لاعبًا أساسيًّا ومهمًّا. أما عن تصرفاته، فهو يرى أن ما يفعله مشروعٌ وعاملٌ مساعدٌ لتفوُّقه، ولا يهمُّه مَن يصفه بأوصاف غير لائقة، فما يهمُّه أن يرضي نفسه وجماهيره، أما الباقون فيضعهم في صفوف اللاعبين الذين يستفزُّهم. هناك لاعبون عندما تستفزُّهم، يعاقبونك بالأداء، وأتذكَّر أن أحد لاعبي الوحدة استفزَّ الأسطورة ماجد عبد الله بعبارات، فسجَّل يومها ماجد “هاتريك”، وكلما أحرز هدفًا، قال لذلك اللاعب: “خرجها”. في النهاية، أقول للبليهي: كن مستفزًّا، لكن لا تتحوَّل إلى أكثر من ذلك، فتسيء لنفسك وأسرتك وناديك، واحذر ممن يشجعك على الخروج عن النص، فهو يريدك أن تكون أداةً له، وليس عليه منك إن تألمت يومًا.