العالم
الذي نعيش
مقال اليوم من أخبار ودراسات العالم الذي نعيش، العالم الذي تتسارع فيه ابتكارات البشر لدرجة لا تصدّق. العجيب أن الإنسان أبو الابتكارات هو نفسه أبو الصراعات. آخر الدراسات التي نشرها المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية تقول إن العام 2023 شهد أكبر عدد من الصراعات منذ 30 عامًا. وارتفعت حوادث العنف 28 %. وارتفعت الوفيات بسبب العنف 14 %.
يبدو أني بدأت المقال بما يثير القلق، وهذا ما لا أريده، والواقع أن العالم أجمل وأهدأ مما تصوره وسائل الإعلام العالمية، ولا أعرف إن كان لها مصلحة في ذلك.
- آخر تحديثات الذكاء الاصطناعي ما شاهدته من تصوير مذهل بعدسة الذكاء. ويحزنني القول بأننا قريبًا في الصحافة لن نكتب تحت الصور (بعدسة الزميل فلان) لأن الذكاء سيصبح الزميل الجديد. تفاصيل التطور مذهلة، كل ما عليك هو رفع صورتك ليصنع منها الذكاء عدة صور في عدة أماكن وبملابس مختلفة، تحديدًا هي (جلسة تصوير) مجانية. بإمكان الذكاء أن يضع بجانبك (في الصورة) من تشاء من أصدقائك وكأنكم تجلسون في مقهى أو سيارة. ذكرتني هذه الخيارات عندما كان يسافر البعض إلى القاهرة، ويعودون ومعهم صورهم مع ليلى علوي وشيريهان وبوسي، كانوا يقولون بأنهم تعرفوا عليهم وأصبحوا من أصدقائهم. كانت تلك الصور خدعة يقوم بها بعض المصورين الجوّالة في الأماكن السياحية في القاهرة. لكنها حينذاك كانت شيئًا متطورًا. لقد سبق المصورون في مصر الذكاء الاصطناعي بسنوات طويلة.
- أعلن مسؤول في تيك توك أن فيديو لشابة أمريكية من أصل سوداني حصل على 504 ملايين مشاهدة، وهو الفيديو الأكثر مشاهدة على تيك توك. في الفيديو كانت الشابة تتحدث عن مساحيق تجميلية وطرق استخدامها. لكن عدد المشاهدات يقول أكثر من ذلك، يقول إن شابة أو شابًا من غرفة في منزله، ومن أي مكان في العالم، يستطيع حصد مشاهدات أكثر من سي أن أن وفوكس نيوز مجتمعين بمذيعيهم ومحرريهم وكاميراتهم ومكاتبهم وكل أدوار المبنى ومواقف السيارات. لقد تغيرت المعادلة فعلًا، والدليل أن القنوات التلفزيونية أصبحت تقتطع بعض الفيديوهات من برامجها وأخبارها لتضعها على منصات السوشال ميديا، لقد حولت السوشال ميديا القنوات التلفزيونية من محطات للمشاهدة المباشرة إلى مراكز إنتاج مرئي.