الذكاء
يضرب من جديد
- آخر الابتكارات قادمة من عالم الخيال، فمن كان يصدق أن العلماء سيبتكرون آلة تحوّل ما تفكر فيه إلى كتابة تظهر على شاشة! العلماء طوروا برنامج ذكاء اصطناعي لقراءة الأفكار على شكل خوذة.
الابتكار قدمه فريق من جامعة التكنولوجيا في سيدني، قالوا إنه قفزة عملاقة في رعاية المرضى الذين فقدوا النطق لإصابتهم بالسكتة الدماغية أو الشلل. التجارب الأولية تقول إن التطابق بين أفكار المرضى وما نقلته الخوذة متطابق بشكل مذهل وصل إلى 90 بالمئة. صحيح أن الاستخدام الأولي للخوذة الذكية سيكون بداية للمرضى، لكنها حتمًا ستتحول إلى استخدامات تجارية، مثلما كان الإنترنت مخصص للاستخدامات العسكرية ثم تحول للاستخدام العام. الرائع في الخوذة أنها تكتب النصوص معتمدة بشكل كلي على ما يدور في عقل الإنسان، وهذا سيساعد كل الذين تدور في عقولهم أفكار جيدة لكنهم لا يعرفون كيف يوصلونها بطريقة صحيحة. أعتقد أن القلة من الناس تستطيع أن تعبر عن أفكارها بنجاح تصل نسبته 90%. لن أستغرب وجود الخوذة قريبًا في اجتماعات العمل، وفي المحاضرات والمدارس والمحاكم. لكن غير الجيد أن الخوذة ستنقل كل شيء حتى لو كان خيالًا وليس ما يفكر فيه العقل بجدية فقط، وهذا ما سيحرمنا من هذه النعمة كون الخيال حق شخصي بحت، وفيه فسحة للعقل والروح بعيدًا عن واقعية الحياة ومطحنتها. أظن الخوذة ستتسبب بمشاكل لا تُعد ولا تحصى إذا ما طرحت بالأسواق، وسوف تجبر الزوجات الأزواج على استخدامها لمعرفة ما يدور في عقولهم، وهل يفكرون بامرأة أخرى، أو تدور في رؤسهم فكرة الزواج من امرأة ثانية، أو إن كان قد ندم على الزواج منها، أو إن كان يجاملها فما يقوله لها من مديح! أعزائي الرجال.. لقد فتح العلماء الأستراليون بابًا من الضغوطات يصعب إغلاقه!
- الواضح أن الذكاء الاصطناعي سيصبح سكرتيرنا الشخصي، سكرتير أشبه بالمارد الأسطوري الذي يخرج من قمقمه مرددًا شبيك لبيك. لكن المشكلة في حيازة هذا المارد أنه متاح للجميع، أي أن لكل شخص مارده، وهذا ما سيتسبب بالكثير من المشاكل إذا ما تصارع المردة. من جديد الذكاء الاصطناعي تطبيق لكشف الكذب! كل ما عليك هو تمرير كلام المتحدث داخل التطبيق ليعطيك مدى صدق كلامه وكذبه حتى لو كان الكاذب أسطورة في تمرير كذبه. يقولون إن التطبيق يراجع منطقية الكلام ويقيس ذبذبات الصوت وتناسقها، وإذا ما كان المتحدث يبحث أثناء حديثه عما يعزز حكايته غير الصحيحة. عزيزي الرجل عليك الأخذ من اليوم وصاعدًا بالحكم التي تقول: الصدق منجاة. ومن خاف سلم. ويا قمر تسلم لي عينك. الأخيرة من أغنية يدندنها عقلي.