اليمن هزمتنا
والأعذار لعبتنا
أثارني الصحفي الكبير والإعلامي الخبير ماجد التويجري عندما ذكر أن سالم الدوسري يستطيع الاحتراف الخارجي، حتى وهو في هذه السن، حيث تذكرت على الفور عندما كنت عضوًا في لجنة تطوير الكرة السعودية 2010 برئاسة طيب الذكر الأمير نواف بن فيصل، حيث وضعت خطة لاحتراف اللاعب السعودي خارجيًّا، ويبدو أن الميزانية لم تكن تسمح وقتها.
وما أثارني أيضًا هو أننا وفي ظل الدعم الكبير جدًّا من دولتنا للرياضة، شاهدنا هذا العام كأس العالم للناشئين وللشباب ومنتخبنا لم يتأهل لهما!. ولعل الخسارة قبل أمس من منتخب اليمن في بطولة غرب آسيا للناشئين أكدت بأن هناك مشكلة كبيرة يجب العمل عليها، فكلنا يعرف ما تعانيه اليمن الشقيقة الحبيبة، فتأتي وتهزم منتخبنا في ظل رفاهية كبيرة تعيشها رياضتنا. العمل من أعلى الهرم فقط خطأ كبير وسوف يعيدنا للوراء، وأقصد هنا التركيز فقط على المنتخب الأول وبطولة دوري روشن. فالعمل الأهم هو الفئات السنية، ومسابقاتها، واللاعبون الصغار، وهو الذي يؤدي إلى نجاح مستدام. فالنجاح في بناء اللاعبين الصغار نستطيع من خلاله الوصول إلى الاحتراف الخارجي، وهو المهم جدًا في هذه الفترة بالذات، فمع زيادة اللاعبين الأجانب يجب أن يكون معه على التوازي احتراف لاعبينا في الخارج، فلن نسمع أحدًا بعد ذلك يقول إن اللاعب السعودي لا يأخذ فرصته في اللعب. مؤلم ونحن في ظل هذا التقدم الكبير لا يوجد لدينا لاعب محترف في الخارج!.
علينا الدفع باللاعبين الموهوبين في سن 14 و15 إلى ما يسمى حاضنات أوروبا، وهي أندية معروفة في تنشئة اللاعبين، وهذا على المدى البعيد. أيضًا على المدى القصير هناك لاعبين أعمارهم 19 و20 مثل الجوير، ورديف، وفيصل الغامدي وغيرهم نستطيع أن نسوقهم ولو في أندية صغيرة في أوروبا، وبعدها سوف ينتقلون إلى أندية كبيرة على غرار صلاح، والنني، اللذَين بدآ في بازل السويسري، وميدو في جنت البلجيكي. كنت أنتظر هذا التفكير من الاتحاد السعودي، فبدلًا من أن يعار الجوير ورديف داخليًّا كان المنتظر تحرك من اتحادنا بنظرة إبداعية وتسويقهم لأندية أوروبية، ولكم أن تتخيلوا كيف سيكونا بدنيًا وذهنيًا وفنيًا بعد ثلاث سنوات تقريبًا.